الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل

درس الشيخ القرضاوي ١٧ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:43 م 0 التعليقات

القرآن اعتبرالإقامة الطويلة في بلد من البلدان مع رضا أهلها يكسبهم جنسيتها

الله شرع للمسلمين أن يقاتلوا ويعلنوا الحرب من اجل نصرة المستضعفين

أشد أنواع الإرهاب إرهاب الدول والحكومات لشعوبها

أم موسى نبية ومريم نبية والنبوة غير مقصورة على الأنبياء ... ابن حزم

أيمن عبد الرازق

ما زلنا في رحلتنا القرآنية مع العلامة القرضاوي ودروس التراويح اليومية في هذا الشهر الكريم و موعدنا مع سورة القصص وهي سورة مكية وقد تناولت السورة قصة سيدنا موسى وقد أرسله الله إلى فرعون وهامان وقارون هؤلاء الثالوث الفرعونية الملكية المتألهة المستكبرة ، والقارونية الرأس مالية الطاغية المتكبرة ، والهامانية التي تمثل الوزارية السياسية المتسلقة والتي تعيش على هامش الفرعونية والقارونية تخدم الملكية وتخدم االاقطاعية والرأس مالية ، وسورة القصص من اولها تحكي قصة موسى عليه السلام ، وكما قلنا أن تكرار القرآن لقصة موسى ليس لمجرد التكرار ولكن كل مرة يصف جانباً مختلفاً من جوانب شخصية وحياة سيدنا موسى فسورة طه تعرضت لحوار قصير بين موسى وفرعون ، وسورة الشعراء اهتمت بحوار مطول بين موسى وفرعون ، كما انها انفردت أيضاً بآية إنفلاق البحر هذه الآية الكبرى حينما فرَّ موسى ومن معه وأدركهم فرعون حتى وصل موسى إلى البحر وكانت اللحظة التي فيها البحر من أمامهم وفرعون من خلفهم ، فقال أصحاب موسى إنا لمدركون ، قال موسى بحال الواثق في الله و المتوكل على ربه بقلب ملئ باليقين كلا لن يستطيع أن يفعل لنا فرعون شيئاً ، إن معي ربي سيهدين ، لأن الله قال له هو وهارون " قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى "وموسى كان لا يعرف كيف الطريقة التي سينجيه الله بها من فرعون ، لكنه موقن بأن الله لا يتركه وسيهديه إلى طريق النجاة ، وهذا الموقف شبيه بموقف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان في الغار وكان المشركون يتتبعونه ، قال أبو بكر يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأنا ، فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا ، الشعور بمعية الله عز وجل عند كليم الله موسى وعند حبيب الله محمد طمئنهما في ساعة الشدة ، هذا كان في سورة الشعراء ، أما في سورة القصص فاهتمت بولادة موسى ونشأته وشبابه وما جرى له مع القبطي وهجرته إلى مدين ، تبدأ السورة وتقول " طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ "

والعلو معناه الطغيان وتجاوز الحدود والاستكبار على خلق الله ، فالعلو لله تعالى وحده ، وأن من أسماء الله تبارك وتعالى العلي والمتعال ، ولا يجوز للبشر أن يعلو بعضهم على بعض ، والعلو والطغيان يرتبطان بالفساد دائماً لذلك حينما تحدث القرآن عن عاد وثمود في سورة الفجر قال " الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ "

وفرعون علا في الارض هل الأرض كلها ؟ لا بل أرض مصر ولأن مصر كانت مملكة عظيمة في ذلك الوقت لها قوتها وكأن القرآن يقول من مكن له ملك مصر كان كمن ملك الأرض جميعاً ، والمصريون يقولون أن مصر أم الدنيا ولعلهم يستأنسوا بهذه الآيات أن الأرض تعني الدنيا كلها ، " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ "

فهذا ما نسميه إرهاب الدولة وهذا من أعظم انواع الإرهاب أن ترهب الدولة مواطنيها ، فالدولة واجب عليها أن تحمي مواطنيها ، تحمي أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، ولكن الدولة تصبح هي التي ترهب المواطنين، وبدلاً من أن تحمي أموالهم تسرق أموالهم ويصبح حاميها حراميها ، لا تحفظهم بل ترعبهم كما قال الشاعر وراعي الشاة يحمي الديب عنها فكيف إذا الرعاة لها زئاب ، أما الراعي يصبح هو الذئب فكيف يحميها ويحافظ عليها ، فرعون انحاز لفئة ضد فئة ، يستضعف طائفة منهم ، هذه الطائفة هما بني اسرائيل ، وبنو اسرائيل عاشوا في مصر مئات السنين ، فأصبحوا جزءاً من أهلها ، وهذا يكسبنا حكماً ، ان الإقامة الطويلة في بلد من البلدان مع رضا أهلها يكسبهم جنسيتها ، فالقرآن اعتبر الاسرائليين من اهل مصر ، لأنهم لم يدخلوها مستعمرين ولا ظالمين ، فأصبحوا من أهلها ، وفرعون يستضعف هؤلاء الناس والله تبارك وتعالى يكره استضعاف البشر ، عندما تجد إنساناً ضعيفاً فتطغى عليه وتظلمه وتقهره وتسلبه حقه ، وتسلبه حريته ، وتسلبه أمنه ، ولذلك شرع لعباده المستضعفين أن يهاجروا ويفروا بدينهم " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً "

وشرع للمسلمين أن يقاتلوا ويعلنوا الحرب من اجل نصرة المستضعفين " وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً "

وفرعون أرهب الشعب واستضعفهم وكان يذبح أبنائهم ويستحي نسائهم وذلك للخدمة في البيوت وللاستمتاع ، أما الذكور فكانوا يبيدهم إبادة نهائية ، وكان يفعل ذلك لأن الكهنة أخبروه أن ملكه سيزول على يد واحد من بني اسرائيل ، فإذا كنت مصدقهم فملكك سيزول لا محالة مهما فعلت ، وإذا كنت مكذبهم فلما تقتل ذكور بني اسرائيل ، وقيل أنه رأى رؤية في المنام أن ملكه سيزول على يد واحد من بني اسرائيل ، وهناك رأي يقول أن هذا عمل سياسي ، والشيخ محمد الغزالي كان يقول في هذا أن فرعون كان يقتل أبناء بني اسرائيل لأنهم لم يقفوا وقفة قوية مع فرعون في قتال الهكسوس الذين حكموا مصر عدة قرون قد جاءوا من الجزيرة العربية وكانوا يسمون العمالقة أو الرعاة وهم الذين كانوا في عهد سيدنا يوسف ، لذلك القرآن حينما ذكر قصة سيدنا يوسف وتكلم عن حاكم مصر كان يقول الملك وليس فرعون ، لأن الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت ليس الفراعنة بل الهكسوس ، وهذا يدل على الدقة في التاريخ عند سرد الاحداث ، هذا بعكس التوراة فالتوراة ذكرت في عهد يوسف أنه فرعون ، وهذا خطأ تاريخي، وهؤلاء الذين مكنوا وسمحوا لبني اسرائيل أن يدخلوا مصر ، وهكذا كان يفعل فرعون بالمستضعفين حتى وصفه القرآن بأنه من المفسدين وأشر أنواع الإفساد في الأرض قتل الأبرياء، قتل نفس بغير الحق ، والقتل جريمة كبرى وهي أعظم الكبائر بعد الشرك بالله هي قتل النفس ، وهؤلاء يقتلون الأطفال فهم لم يرتكبوا ذنباً لم يقترفوا جرماً ، ما ذنب هؤلاء الأطفال ؟ لكن هذا كان منطق فرعون إنه كان من المفسدين ، والله تعال لا يحب المفسدين ولا يصلح عمل المفسدين ، ولذلك كان عمل فرعون سبباً في الوبال وسوء العاقبة عليه ، وفرعون يفعل ذلك ولكن الله له إرادة أخرى ، هو يسعى ويحاول أن لا تتحقق النبوءة بزوال ملكه ، ولكن الله يريد أن يفعل شيئاً آخراً " وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) " فالله يريد أن يغير الأحوال فدوام المحال من المحال وتلك الأيام نداولها بين الناس ، والله يريد أن يمن على الذين استضعفوا ويجعلهم قادة ويورثوا الملك والسيادة ويجعلهم مستقرون في الأرض ، وما كان يخاف منه فرعون سيحدث ، وكل احتياطات فرعون ستذهب هباء منثوراً ، إذا أراد الله أمراً وأراد الناس أمراً فأي الأمرين ينفذ أمر الناس أم أمر الله ؟ أمر الله هو الذي ينفذ ، وأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ، ثم يذكر الله سبحانه وتعالى كيف ينفذ الله ما أراده رغم أنف فرعون وهامان وجنوده فيبدأ القصة " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ " و سيدنا موسى للمرأة في قصته دور كبير أم موسى وأخته والفتاتان وإمرأة فرعون ، ولم يذكر القرآن أبا موسى ، وهذا يدل على قيمة المرأة في حياة الانبياء ومسيرتهم ، ولم يعتني القرآن بذكر الأسماء ، فلم نعرف اسم أم موسى ولا أخت موسى ولا فرعون ولا هامان لأن في الغالب أن هامان لقب وليس اسم ، فالقرآن لا يعتني باسماء الاشخاص ولا الأماكن ، فالقرآن يعلمنا أن نأخذ العبر من القصص دون الالتفات للأسماء ، فالله يوحي لأم موسى أن إذا خافت عليه تلقيه في اليم ، وابن حزم يأخذ من هذه الآية أن أم موسى نبية لأن الله أوحى لها وكذلك مريم نبية لأن الله أوحى لها " وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " ، وأن النبوة ليست مقصورة على الرجال إنما شملت النساء أيضاً ، فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ والمفسرون يذكرون في تفسير هذه الآية أن إمام اللغة الأصمعي قد سمع شعراً من فتاة فأعجب بالشعر وأثنى عليه وقال ما أفصحك ، فقالت له أتعد هذا كلاما فصيحاً بعد قول الله تبارك وتعالى لأم موسى وذكرت الآية الكريمة وقالت أن الله ذكر أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين في آية واحدة ، وفعلاً ألقته في اليم واليم يعني البحر المالح أو العذب كما قال تعالى ولا يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ، فقد وصف الماء العذب بالبحر ، فيجوز أن نقول على النيل بحر ، وانظر كيف يسخر القدر من فرعون الذي فعل كل هذا خوفاً من أن يأتي واحد من بني اسرائيل ويزيل ملكه ، فيرسله الله إليه ليربيه في منزله ويعلمه وينفق عليه ويتبناه ويحنن قلب زوجة فرعون ويجعلها تحبه حتى يكون هلاكه على يده ، فهذا مكر الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

Category : | edit post

درس الشيخ القرضاوي ١٦ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:42 م 0 التعليقات

أشاد ببرنامج قصص القرآن لعمرو خالد وأثنى على إعتماد البرنامج على الوسائل الحديثة للمساعدة في تخيل الأحداث .. القرضاوي

الإسلام حول العرب من رعاة غنم إلى قادة الأمم

إن كانت التربية أكثر تأثيراً في الصغر ويقل تأثيرها في الكبر فالإيمان لا يخضع لهذا المنطق

أيمن عبد الرازق

أستأنف فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي دروس التراويح بالجامع الكبير حيث كنا على موعد مع فضيلته مع آيات من سورة الشعراء ، ومع أحداث أخرى من قصة سدنا موسى عليه السلام وقد ذكر من قبل أن بعض المفسرين قالوا كاد القرآن أن يكون لموسى لكثرة ذكر قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم ، ووضح فضيلته آن هناك سور أطالت في سرد القصة مثل سورة البقرة والأعراف وطه والقصص حيث بدأت سورة القصص من ولادة موسى وفترة شبابه وزواجه من بنت الشيخ الكبير وعودته إلى مصر ، وسورة طه أكثر من ثلاث أرباعها لقصة موسى عليه السلام حتى أن بعض المفسرين سموها بسورة الكليم نسبة لموسى عليه السلام ، والعجيب أن هناك سور كثيرة بأسماء الأنبياء كيونس وهود ويوسف وإبراهيم ومحمد ، ولكن لا يوجد سورة اسمها موسى مع كثرة ذكره في القرآن ، ومع أن كان القرآن يكرر هذه القصة باستمرار ولكنه ليس تكراراً مطلقاً ، ولكنه كل مرة يذكر في القصة جوانب لم تذكر في السورة الأخرى أو ذكرت مجملة ويفصلها في سورة أخرى ، كما أنك تأخذ سورة فوتوغرافية لشخص واحد في عدة مواضع ولكنها ليست مكررة لأن كل سورة تكشف جانب مختلف عن الجوانب الاخرى ، مثل حوار سيدنا موسى مع فرعون ، حينما طلب منه أن يحرر بني إسرائيل ، وكذلك كل الأنبياء جاءوا بالحوار والرفق والحرص على أقوامهم ،حتى أن الله قال للنبي عليه الصلاة والسلام " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " ، وقال فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً، لكن الأقوام لا يصبرون على أنبيائهم ويتحدونهم ويحاربونهم ويطلبون منهم أن يأتوهم بالعذاب ، كذلك فرعون حينما لما ضاق بالحوار مع موسى قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ، فكذلك شأن المبطلين حينما تضيق عليهم الحجة ويعجزون عن المناظرة يلجأون إلى القوة والبطش ، يعجزون عن قوة المنطق فيلجأون إلى منطق القوة تماماً كما حدث مع سيدنا إبراهيم عندما قالوا له من فعل هذا بإلهتنا ؟ قال بل فعله كبيرهم ، فعندما رجعوا لانفسهم ووقفوا مع أنفسهم قالوا بل إنكم ظالمون ولكن نكسوا على رؤسهم وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ، قال أتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم أف لكم وما تعبدون من دون الله ، هنا لجأوا إلى منطق القوة وقالوا حرقوه ، وسورة الشعراء تميزت بحوار موسى الطويل مع فرعون حتى أعجزه وقال لاجعلنك من المسجونين ، قال أولو جئتك بشئ مبين أجيء لك ببينة تثبت أني لا أمثل نفسي وإنما أنا رسول من عند الله ، قال فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين آيتان جاءا بهما سيدنا موسى ، طبعاً فزع فرعون ولكنه كتم هذا ، ولم يظهر فزعه ، وفرعون بعد أن قامت عليه هذه الحجة قال للملأ حوله إن هذا إلا سحر مبين ، فأراد أن يستثير النزعة الوطنية عند المصريين ويريد تأييد ودعم ممن حوله فقال" قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "فقال أن هذا الرجل يريد أن يفسد عليكم معيشتكم ، وأن يسيطر عليكم ويحتلكم وبني إسرائيل يحكموكم ، ويضيع ملككم ، ويأخذ أموالكم ، أراد أن يحشد الرأي العام معه، فما رأيكم في هذه القضية ؟ " قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ" فجمع السحرة في يوم الزينة وهو عيد وطني عند المصريين ، " وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ " فتجمع السحرة وقيل أنهم آلاف ولا أظنهم كثيراً وأنا أميل لتفسير ابن عباس أنهم كانوا سبعين، وفي هذا السياق أحب أن أشير لبرنامج قصص القرآن للأخ الداعية المعروف عمرو خالد واستخدامه للوسائل الحديثة في الشرح بحيث يقرب الصورة الذهنية للمشاهد ويساعده على أن يتخيل الأحداث والأماكن كما وقعت ، فالسحرة جاءوا بأدواتهم وأقسموا بعزة فرعون أنهم غالبون " فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ" وهكذا طلاب الدنيا لا هم لهم إلا المال والعرض الزائل والمصالح الدنيوية ،فهم لا يدينون لدين ولايسيرون على مبدأ ولا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً لا تحكمهم إلا المصلحة، فقبل أن يبدأوا سألوا فرعون هل لنا من أجر إن نحن غلبنا قال نعم وإنكم من المقربين ، " قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ " وقيل أنهم استعملوا الكثير من الحبال والعصي وجاءوا بسحر عظيم وأدخلوا الرهبة في أعين الناس حتى خيل لموسى من سحرهم أنها تسعى ، وابن كثير قال أنهم استعملوا مادة الزئبق في أنابيب وعندما توضع على أرض ساخنة تبدأ تتمدد وتتحرك ، وخاف سيدنا موسى وغلب عليه الطابع البشري ، ولكن الله ربط على قلبه وطمأنه " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى " معك الله لا تخف " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى " فنظر السحرة فإذا حبالهم وعصيهم لم تبقى " فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ " فهذا لا يمكن أن يكون عمل ساحر بخبرتهم الطويلة وبمعرفتهم بأمور السحر أنه لا يمكن أن يكون هذا سحر ، " قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ " عرفوا الإيمان وذاقوه هؤلاء السحرة من دقائق كانوا كافرين وكانوا يسعون لرضا فرعون أصبحوا الآن مؤمنين وبعدما كانوا يقسمون بعزة فرعون أصبحوا الآن يقولون والذي فطرنا ،وبعد ما كانوا يقولون أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ أصبحوا يقولون اقض ما أنت قاض " إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ " ماذا يمكنك أن تفعله معنا ، أقصى ما يمكن أن تفعله معنا لا يتعدى هذه الحياة الدنيا ستحرمنا من مال من منصب ستقتلنا لا يهمنا منطقهم تغير فأصبحوا يتكلموا من منطق الإيمان فحينما يخالط القلب يتفجر اللسان بالحكمة ، فالإيمان له تأثيره القوي في إنشاء الشخصية الإسلامية ، ينشئ الإنسان خلقاً آخر ، فمن أراد ان يغير أمة من الأمم فليغرس في قلبها الإيمان ، وهذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام في جزيرة العرب ، وبعدما كانوا يرعون الغنم أصبحوا يرعون الأمم فكانت خير أمة أخرجت للناس ، علماء التربية يقولون أن التربية تصح في سنين العمر الأول وهي أصعب في التغيير مع التقدم بالسن ، إنما الإيمان لا يخضع لهذا المنطق ، هؤلاء شبوا وشابوا عل هذا السحر والوثنية المصرية ، لكن الإيمان حينما جاء حولهم وأصبح هدفهم غير الهدف ، وفي ذلك كتب الأستاذ عبد العزيز كامل من ستين عاماً في مجلة الإخوان المسلمين( المصري حين يؤمن) وذكر قصة السحرة وأن الإيمان جعل منهم شئ آخر ، ولذلك إذا أردنا أن نغير من أمتنا وتأخذ مكانها تحت الشمس وتنتقل إلى رأس القافلة بدلاً من كونها في ذيل القافلة فعلينا بالإيمان ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرونا بفيض الإيمان به وجميل التوكل عليه .

Category : | edit post

درس الشيخ القرضاوي ١٥ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:41 م 0 التعليقات

الذين يقتلون أوقاتهم ينتحرون بالبطيء ولكن المسلم حريص على وقته

المؤمنون قد أفلحوا في الدنيا وإن كانوا فقراء أو مضطهدين أو معذبين

بعض الكنائس تبارك زواج الشواز في الغرب

الأمم التي تبيح الزنا وأباحت الجنس وأباحت الشذوذ يوشك أن يعمها الله بعقاب من

عنده

الله يجعل للغادرين لكل منهم راية يوم القيامة ويفضحهم على رؤوس الخلائق


أيمن عبد الرازق

تناول فضيلة الشيخ القرضاوي من خلال درس التراويح أول سورة المؤمنون وأوضح فضيلته بأن هذه السورة سورة مكية وقد بدأت الآيات بحرف "قد" وهو حرف تحقيق أي تحقق المعنى وتؤكده وهذا الحرف قبل الجملة الفعلية يشبه "إن" في الجملة الإسمية ، وفلاح المؤمنين أمر مؤكد فلاح في الدنيا وفلاح في الآخرة ، والتعبير بالفعل الماضي كأنه أمر مؤكد و قريب الوقوع لقصر الحياة ، كقوله تعالى " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " فكأنما وقع والفلاح معناه أن تسلم مما تكره و السعادة وتظفر بما تحب ، والمومنون أفلحوا في الدنيا حتى وإن كانوا فقراء ، حتى وإن كانوا مضطهدين ، وإن كانوا معذبين فالفلاح يعني السعادة ، والسعادة ليست في المظاهر ، وليست في الملاذ الحسية ،إنما السعادة الحقيقية في القلوب في النفوس ، شكيمة النفس وطمأنينة النفس ، أما غير المؤمنين فلهم الخيبة كما قال تعالى " فقد خاب من إفترى ، وقد خاب من حمل ظلماً " ،وخاب كل جبار عنيد ، إنه لا يفلح الظالمون ، إنه لا يفلح الكافرون ، ولكن الإيمان ليس شعار وليس مجرد دعوة ، فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، ولذلك وصف الله المؤمنين المفلحين بجملة صفات أساسية ، كل منها يمكن أن يكون سبباً في الفلاح ، صفات تحدد علاقتهم بالناس وعلاقتهم بالله ، وبعضها فعل وبعضها ترك ، وأول صفة الخشوع في الصلاة " قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون " ولم يقل الذين هم للصلاة مؤدون ، فالأداء لا يكفي ، إنما ميزة المؤمنين أنهم يؤدون الصلاة بخشوع ، والخشوع معنى من معاني القلب ، ليس خشوع الجوارح ، إنما الخشوع الحقيقي هو خشوع النفس وخشوع القلب ثم يفيض على الجوارح ، كما رأى بعضهم واحداً يعبث في صلاته فقال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ، فالعبث في الصلاة دليل على عدم الخشوع ، النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع له أزيز في صلاته كأزيز المرجل الذي يغلي ، وسيدنا الحسن بن علي كان يصفر لونه حينما يقف في الصلاة ، وحينما يسأل عن ذلك كان يقول أتدرون بين يد من أقوم ، وحاتم الأصم سئل كيف تؤدي صلاتك ، قال أتوضأ ثم أسبغ الوضوء ثم اتي موضع الصلاة بشكيمة ووقار ، فأصلي صلاة بتعقيب ، وأقرأ قراءة بترتيل ، وأركع ركوعاً بتخشع ، وأسجد سجوداً بتذلل وأجعل الجنة عن يميني ، والنار عن شمالي ، والكعبة بين حاجبي ، والصراط تحت قدمي ، وملك الموت فوق رأسي ، واعتبرها آخر صلاة لي ، واتبعها الإخلاص ما استطعت ، ثم أخرج منها ولا أدري أقبلت مني أم قيل أضربوا بها وجه من صلاها ، وبعض المبشرين وأعداء الإسلام أرادوا أن تكون الصلاة مجرد طقوس مجردة ، ولكن الصلاة هي أعمق من مجرد طقوس ، فلابد أن تكون روح مع البدن ، حضور القلب مع وجود النية والأخلاص ، الصفة الثانية والذين هم عن اللغو معرضون اللغو في الباطل الذي لافائدة فيه ، وهؤلاء المؤمنون لا يهتمون بلغو القول ولا بلغو الفعل ، ليس عندهم فراغ في الوقت أو فراغ في النفس ، فلا يضيع وقته في كلام مع السفهاء أو الرد عليهم ، وإذاخاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ، وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ،إذا وقف السفيه فلا تجبه فإن إجابة دعوته السكوت ، فلا تشغل بالك بالسفهاء ، فالمؤمن يحرص على الوقت ، والإمام حسن البنا يقول كلمة جميلة عن الوقت فيقول : الوقت هو الحياة ، بعض الناس يقول أن الوقت من ذهب ، لا بل الوقت أغلى من الذهب وأغلى من الماس ، لأن الذهب يمكن أن يعوض ، لكن الوقت لا يمكن أن يعوض فحياة الإنسان هو الوقت الذي يقضيه الإنسان من المهد إلى اللحد ، والذين يقولون تعالى نقتل الوقت ،فهم يقتلون الحياة يعني ينتحرون إنما المؤمنون يعرفون قيمة الوقت ، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك فلذلك يعرضون عن اللغو . إذا مروا باللغو مروا كراما ، وإذا كان لا يضيعون أوقاتهم في الكلام الذي لا فائدة منه ، فمن باب أولى أن يعرضوا عن الكلام الذي فيه ضرر فيعرضون عن الغيبة وعن النميمة والشتم والسخرية من الناس ، فهم أزكى من هذا وأطهر من هذا ، الصفة الثالثة والذين هم للزكاة فاعلون بعض المفسرين يقولون أنها زكاة المال ، والبعض الآخر يقول بل هي زكاة النفس لأن زكاة المال لم تشرع إلا في المدينة ، ولكن هذا غير مسلم لأن الزكاة التي شرعت في المدينة هي النصاب والحول والمقدار ، إنما الزكاة المطلقة فهي مشروعة في مكة وموجودة في سور مكية ، ولذلك أرجح أنها زكاة المال لأن الجانب المالي والمادي والإنفاق ذكر في كثير من المواضع ، من القرآن الكريم ، ولا يمكن أن يصف الله عباده بالتقوى أو الإحسان إلا وكان من صفاتهم الإنفاق ، ولا مانع كما قال الإمام ابن كثير أنها تشمل زكاة المال وزكاة النفس ، الصفة الرابعة والذين هم لفروجهم حافظون فالمؤمنون أعفاء يعفون عن الحرام في الأموال ، إذا كان المال الحلال ننفق منه لله عز وجل فليس من المعقول أن تمتد أيادينا للمال الحرام ، فهم أعفاء عن المال وعن اللغو وعن الزنا وعن فعل قوم لوط ، حيث ذكر الله لهم قصة قوم لوط وما فعلوه من فاحشة وأنهم كانوا يأتون الذكران من العالمين ، وكيف أن الله انتقم منهم وخسف بهم وبدارهم الأرض وجعل قريتهم عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من سجيل ، فالأمم عوقبوا بعقوبة واحدة وهم عوقبوا بعقوبتين ، لأنهم آتوا بفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين ، والحضارة الغربية التي انتشرت في الأرض ، حتى أن المسلمين قلدوها الآن ، هذه الحضارة أباحت الزنا وأباحت الجنس وأباحت الشذوذ ، حتى أنهم قالوا على الشواذ مثليين ورفضوا بأن يسموهم شواذ ، حتى أصبحوا يعقدون زواج الرجال بالرجال وزواج ، النساء بالنساء على خلاف الفطرة التي فطر الناس عليها ، وهذه الفطرة هي التي يبقى بها الجنس البشري ، فهذه سنة الله في بقاء النوع أن الرجل يتزوج المرأة ، لكن للأسف بعض الكنائس الغربية تبارك هذا الزواج ويعلنون في التلفاز أن القس الفلاني قد عقد زواج رجل برجل أو إمرأة بإمرأة ، هذا ما ينذر بإنهيار الحضارة الغربية إن لم تتدارك نفسها ، ستنزل بهم عقوبة من الله كما نزلت بقوم لوط وستنهار حضارتهم ، لكن الله وصف المؤمنين بأنهم يحفظون فروجهم بل ويغضون أبصارهم ، فهذا المجتمع المؤمن مجتمع طهر ونقاء وعفة ، ليس مجتمع بهيمية ، والإسلام لا يعتبر الغريزة الجنسية نجساً ولا رجساً لكن في إطار الزواج المشروع ، فالإسلام ليس فيه رهبانية ، والرسول عليه الصلاة والسلام اعترض على من أراد أن يعتزل النساء ومن أراد أ يقوم الليل ولا ينام ومن أراد آن يصوم ولا يفطر ، فقال لهم النبي أما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له إنما أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي . فهذا المنهج الإسلامي فليس مني ،فالإسلام حرم السفاح وشرع النكاح . فأباح الله أن يصرف طاقته الجنسية في الزواج ، إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم ، لماذا شرع الإسلام الرق ؟ الرق كان نظاماً سائداً في العالم ولا يمكن أن يلغى بجرة قلم فجأة ، وكيف تلغي الرق والآخرون يشترون أسراهم وأنت لابد أن تعاملهم بالمثل ، كما أن نظام الرق والعبيد والإماء يقوم عليه النظام الاقتصادي في ذلك الوقت ، لكن الإسلام جاء بأشياء كثيرة لتضييق أسباب الرق ، وشرع أشياء كثيرة للعتق ، ثم شرع بعد ذلك معاملة الرقيق معاملة إنسانية ، وكان من ضمن تحرير الرقيق زواج السيد بأمة إذا استمتع بها وأنجب منها يعتقها ولدها ، ولوأن المسلمين التزموا بالمنهج الإسلامي لتخلصوا من الرق في أسرع وقت ، سيدنا عمر بن عبد العزيز عندما قالوا له لم نجد مصرفاً للزكاة فلم نجد فقيراً نعطيه الزكاة ، قال اشتري بها رقابا فأعتقها ، ولكن الرق كان أمراً موقتاً وأن الإسلام كان سينهيه بالتدريج ، فلا لوم على من استمتع بالحياة فأولئك غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون المعتدون " ومن يتعدى حدود الله فأولئك هم الظالمون " والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون ، أيضاً من صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس الأساسية هي مراعاة العهد والأمانة التي بينهم وبين الله والتي بينهم وبين أنفسهم وأمانات المعاملات وأمانة العبادات فالوضوء أمانة والصلاة أمانة والفرائض أمانة وعملك أمانة وأسرتك أمانة أمانات كثيرة والله تعالى قال إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ، ويقول يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ، حتى من خانهم لا يخونوه ،، لأن الخيانة من صفات المنافق إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ،وإذا أؤتمن خان ، فكل راعي يحفظ ما استرعي ، فهم يحافظون الأمانات ويحفظون العهود ، فالله عهد لبني آدم وقال ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ، والعهد فيما بينهم وبين الناس ، ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ، أما الغادرون فإن لله لا يحبهم والله يجعل للغادرين لكل منهم راية يوم القيامة ويفضحهم على رؤوس الخلائق أن فلاناً قد غدر . والذين هم على صلواتهم يحافظون فهم يحافظون على أوقاتها ويحافظون على أركانها ويحافظون على خشوعها ، فالله بدأ هذه الصفات بالخشوع في الصلاة ونهاها بالمحافظة على الصلاة ، فأولئك هم الوارثون فقد ورثوا الجنة ، كل ميراث الدنيا يزول إما أن تزول عنه أو يزول عنك ، ولكن ميراث الآخرة في الجن وأي جنة إنها الفردوس فهو ميراث خالد باقٍ لا يزول أبدا ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا سألتم الله الجنة فأسألوه الفردوس الأعلى فإنه أعلى الجنان وسقفه عرش الرحمن ، لا تدعو بمنزلة متدنية في الجنة ،، ولتكن همتك عالية ودعائك بأعلى الجنة بالفردوس الأعلى ، تأتي إمرأة وهي أم الحارثة تسأل عن إبنها الذي قتل في المعركة في غزوة بدر فقالت إذا كان في الجنة صبرت واحتسبت وإذا كان في غيرها اجتهدت عليه بالبكاء قال لها يا أم حارثة إنها ليست جنة واحدة بل جنان ، وإن أبنك أصاب الفردوس الأعلى ،تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة المؤمنون أنزل عليَّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة وذكر أيات سورة المؤمنون ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى مع الصديقين والأنبياء والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .

Category : | edit post

درس الشيخ القرضاوي ١٤ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:41 م 0 التعليقات

رغم أن أمريكا أغنى بلاد العالم إلا أنها مليئة بالمرضى النفسانيين ... القرضاوي

التوراة مليئة بالخرافات وخصوصاً ما تتعلق بالألوهية و بقصص الانبياء

معصية آدم من معاصي الجوارح ، ومعصية ابليس من معاصي القلوب

الخروج من الجنة كان لآدَمَ وحواء والشقاء كان لآدَمَ فقط

حواء لم تكن سبباً في خروج آدم من الجنة


أيمن عبد الرازق

نحن على موعد مع القرآن العظيم مع آيات من سورة طه وهي الآيات التي تتعلق بما ذكره الله عز وجل من قصة آدم أبي البشر عليه السلام " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى .

فقد إهتم القرآن بقصة الإنسان الأول بقصة أبي البشر آدم عليه السلام فذكرها في سورة البقرة وسورة الاعراف وسورة الحجر وسورة الإسراء وسورة الكهف وسورة ص لينبهنا على عبر ودروس مهمة نقتبسها من هذه القصة ، وهنا في سورة طه ذكرت لا بالتفصيل الكثير ولا بالإجمال الشديد’ ولكن ذكرت بتوسط ، وقد ذكرها الله من قبل في سورة البقرة فقد ذكر خلق آدم واستخلافه "إني جاعل في الأرض خليفة " ، وامتحانه في العلم فقد عقد الله له مسابقة بينه وبين الملائكة أيهم أعلم ، فقال يا آدم أنبئهم بأسمائهم حينما عجزت الملائكة عن معرفة أسماء بعض الأشياء ، ونجح آدم في في امتحان العلم ، ولكنه رسب في امتحان الإرادة ، " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً " عهد الله إليه أن لا يأكل من شجرة معينة في الجنة بعدما أسكنه هو وزوجه الجنة ، " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ " وكان هذا هو التكليف الوحيد الذي كلف به آدم وزوجه ، فكان التكليف للرجل والمرأة معاً ، ولم يذكر القرآن اسم المرأة ، ولكن جاءت الأحاديث وبلغتنا أن اسمها حواء ،فقال له كل من كل شئ إلا من هذه الشجرة ما هي هذه الشجرة ؟ لا نعلم ، لكن في التوراة تقول أنها شجرة المعرفة ، وتقول التوراة أن الله بعد ماخلق آدم حسده وخاف أن ينافسه في المعرفة ، ولو أكل آدم من هذه الشجرة سيعرف أشياء كثيرة الله لا يريده أن يعرفها ، إذن لماذا خلقه أصلاً ؟ ، ولماذا خلقه نبياً ؟ فالتوراة فيها خرافات كثيرة وخصوصاً ما تتعلق بالألوهية بقصص الانبياء ، فيقولون مثلاً أن الله قابل إسرائيل وتصارعا فغلب إسرائيل الرب ، وبعدما غلبه عرف أنه الرب فقال لن أفلتك ولن أتركك حتى تبارك ذريتي ، عجباً ما هذا الرب المغلوب الذي لا يستطيع أن يفلت من إنسان ، وما قيمة بركته ؟ إذا كان لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ، لكن من يقرأ القرآن يعلم أنه كتاب الله كتاب محفوظ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لم يتغير ولم يتبدل لا في كلمة ولا في حرف ، وعندما منع الله آدم وزوجه أن لا يأكلا من هذه الشجرة كان إمتحانا ً هل يستجيبا لأمر الله أم يضعف ويأكل من هذه الشجرة ؟ فكانت النتيجة أن آدم ضعف وأكل من الشجرة واستجاب للشيطان ، مع إن الله حذره من الشيطان " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى " وسبب عداوة الشيطان هي ما ذكرته الآية " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى" فالله عندما خلق آدم وسواه نفخ فيه من روحه وتكريما لهذا المخلوق أمر الملائكة بالسجود إلا إبليس أبى أن يسجد ، ولذلك هناك فرق كبير بين معصية آدم ومعصية إبليس ، فمعصية آدم كانت نتيجة عن ضعف بشري إنه نسي التكليف المكلف به من رب العزة ، ولكن معصية إبليس ليس نتيجة ضعف ولكنها نتيجة استكبار ، فمعصية آدم من معاصي الجوارح ، ومعصية ابليس من معاصي القلوب وهي أصعب وأشد ، فالشاهد أن آدم ضعف فنسي ولم نجد له عزماً ، " فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى " العلامة الزمخشري قال في تفسيره أن الإخراج للأثنين لآدم وحواء لكن الشقاء لآدَمَ فقط لان الكدح في الدنيا وعرق الجبين فهذا معصوب برأس الرجل فعليه أن يعمل ويتعب لكي يوفر لأهله احتياجاتهم ، وقد حذر الله آدَمَ ولكن الشيطان وسوس لآدَمَ ، وآدَمَ لم يجرب قبل ذلك ، والشيطان صاحب حيل وصاحب مكائد ، واستغل الغرائز والضعف البشري عند آدَمَ من حب البقاء وحب الخلود حب الملك ، وقاسمهما إني لكما من الناصحين ، وآدَمَ لم يتصور أن هناك احد ممكن أن يقسم بالله كذباً ، فصدقه واستجاب له وأكل من الشجرة وأكلت زوجته تبعاً له ، وهنا فرق بين القرآن والتوراة في قصة ادم ، فالتوراة تقول أن حواء هي التي وسوست لآدَمَ أن يأكل من الشجرة فاستجاب لها ولإغرائها فأكل ، وعلى هذا يحملون المرأة مسئولية شقاء البشرية ، أن كل مأسي الناس على هذه الأرض من حروب وويلات ومأسي السبب فيها هي المرأة لأن لولاها لبقينا في الجنة إلى اليوم ، لكن القرآن ليس فيه شئ من ذلك أبداً ، كل الكلام عن ادم وهي تابعة له ، وهذا من إنصاف القرآن للمرأة ، " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى " بدت العورات بعد المعصية ، وسنة الله أنه من ارتكب خطيئة ويتوب إلى الله كأن الذنب لم يكن ، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهذا مخالف لما جاء في المسيحية حيث يقولون أن خطيئة آدَمَ ورثها أبنائه وذريته من بعده ، وعلى هذا إحتاج البشر لمخلص فبعث الله إبنه ليخلصهم من هذا الذنب ، وهذا الكلام مرفوض عندنا في الإسلام ، فهذه خطيئة من خطايا الجوارح سببها الضعف البشري ، وما ذنب ذريته إلى يوم القيامة أن تتحمل ذنب فعله أبوها وبينهم وبينه الاف القرون ، ولم نشهد هذا الذنب ولم نحضره ، هذا يتنافى مع عهد الله ومع حكمة الله ، " أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى " هذا هو العدل فالمسئولية مسئولية فردية أساساً ، ومع هذا فآدَمَ فد تاب والله قبل توبته ، وأحيانا يكون الإنسان إرتكب ذنباً وتاب منه يكون أفضل من الذي لم يرتكب ذنباً ويعجب بعمله الصالح ، وسيدنا علي يقول " سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك " و هذا ذكره ابن عطاء السكندري في حكمه فقال " ربما فتح الله لك باب الطاعة ولم يفتح لك باب القبول وربما قدر عليك المعصية فكانت سبباً في الوصول ، معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً " ثم تخبرنا الآيات بعد ذلك بخروج آدَمَ وزوجه من الجنة وهبوط إبليس من السماء والعلماء اختلفوا هل هي الجنة التي اعدها الله للمتقين؟ أم هي جنة خاصة بآدَمَ وحواء؟ " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ، لأن هذا المنهج هو من عند الله فالله سيوالي ذرية آدَمَ بالرسالات لتعرفهم بالله وتحذرهم من الشيطان ، ولكن من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القيامة أعمى ، فلن يكون أمره ميسرة ولن تكون حياته طيبة ، وهذه أمريكا أغنى بلد في العالم ، وهي أشقى بلد في العالم إنهم يشكون من تفاهات والعيادات النفسية مليئة بالمرضى للشعور بالاكتئاب والقلق واليأس ، وهذه الحالات بمئات الألاف، فلا يشعرون بالسعادة ، وكثير من الأغنياء لا يشعرون بالسعادة ، لأن السعادة في النفس في القلب " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" كما قالت إحد النساء المؤمنات سعادتي في إيماني وإيماني في قلبي ، وقلبي بيد ربي.

Category : | edit post

درس الشيخ القرضاوي ١٣ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:40 م 0 التعليقات

القرآن يذكر لنا قصص لنماذج صالحة نقتدي بها ونماذج سيئة لنتجنبها

يا شباب الأمة تعلموا من قصص القرآن بدلاً من إدمان المسلسلات

الأمة ليست في حاجة لتقاتل وتحارب لتنشر الإسلام إنما نريد جيشاً من الدعاة يحسن خطاب العالم بلغته

هناك أربعة ملايين وسبعمائة وخمسين ألف مبشر ومبشرة للمسيحية في أنحاء العالم

أيمن عبد الرازق

في هذه الدرس من دروس التراويح للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي وقد تناول فضيلته سورة الكهف ، وقد سميت بهذا الإسم لأنها تحدثت عن عدة قصص أولاها قصة أصحاب الكهف ، وقد تحدثت هذه الصورة عن قصص أربع لكل منها عبرة وعظة كما هو الحال في قصص القرآن " لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ " القصة الأولى قصة فتية الكهف ، والقصة الثانية قصة صاحب الجنتين ، والقصة الثالثة قصة يوسف عليه السلام مع الخضر ، والقصة الرابعة قصة ذي القرنين ، والقرآن حينما يقص علينا هذه القصص يريد أن نعتبر بما فيها من نماذج ، أحيانا يكون فيها النموذج الصالح الذي نحتذي به ونأخذه أسوة في الخير في اتباع الحق في سلوك الطريق المستقيم ، وأحياناً يأتي بالسلوك السئ الذي ينبغي أن نتجنبه وأن نبعد عنه ما استطعنا كما في كثير من قصص القرآم كما في قصة ابني آدم والتي تعرف بقصة هابيل وقابيل الأخ الخير والأخ الشرير ، فيذكر القرآن هذه القصص لنقتدي بالإنسان الخير ونبتعد عن النموذج الشرير الفاجر ، وهكذا قصص القرآن ، ففي سورة الكهف يقص علينا قصة الشباب الصالح في قصة أصحاب الكهف ، ويقص علينا قصة الكافر بالنعمة صاحب الجنتين آتاه الله جنتين فلم يشكر نعمة الله عليه بل كفر بالنعمة ، واغتر بماله ، فأهلك الله جنتيه وأهلك ماله ، فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية ، وهناك نموذج المتعلم الصالح الذي يبحث عن العلم ويرقد وراءه مهما كلفه ، فسيدنا موسى من أولي العزم من الرسل ، وكلم الله تكليما فقال الله فيه " قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ " ومع هذا أراد أن يتعلم ممن هو دونه فصحب هذا العبد الصالح الذي جاءت السنة بأن اسمه الخضر ، فتبعه موسى لأنه سيعلمه " قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً " هذا أدب المتعلم مع العالم ، ثم تذكر لنا السورة نموذج الحاكم الصالح الذي مكن له الله في الأرض وفتح له الفتوحات وآتاه الله من كل شئ سبباً ، ومع هذا كان عادلاً " قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً "ولما عرض عليه بعض القبائل ليعطوه خرجاً ويدفع عنهم ، رفض وقال لهم ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة ، تعالوا واعملوا معي وساعدوني ، فأحب أن يعمل مع الشعب " قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً " فينبغي أن نتعلم قصص القرآن ونأخذ منها العبرة ونعلمها لشبابنا بدلاً من الجلوس الساعات الطويلة امام المسلسلات ، ولقد علمت أن رمضان هذا العام فيه أربعة وستين مسلسل ، فأصبح رمضان شهر المسلسلات ، وهناك قناة تأتي في كل ساعة مسلسل ، فهناك من أدمنوا هذه المسلسلات ، كما أن هناك من أدمن االنت واللعب على الكمبيوتر ، هل هؤلاء هم شباب الأمة ؟ أسامة بن زيد قاد الجيوش وهو عنده ثمانية عشرة سنة وكان في الجيش أبو بكر وعمر وكبار الصحابة ، والذي فتح الهند شاب عمره سبعة عشرة عاماً اسمه محمد بن القاسم ويذهب لبلاد كبيرة عريقة صاحبة حضارات قديمة لم يرها من قبل فيذهب ويفتحها ، وهناك محطة قطار في باكستان بإسمه ، فخرج من جزيرة العرب ليفتح بلاد تعبد البقر لتتحول إلى بلاد تعبد الله ، والشيخ أبو الحسن الندوي يقول حينما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك ثلاثة وثلاثين مليون إله ، ثلاثة وثلاثين مليون صنم يعبد من دون الله في كل بيت صنم ، فهؤلاء الشباب أصحاب الهمم العالية ، إنما الشباب الذي مهمته أن يعاكس فتاة في الأسواق ، هذا لا نبغي لنا ، نحن أمة لابد أن تعتني بمعالي الأمور ، لاننا الأن أمة مهزومة ، أمة متخلفة سمونا البلاد النامية وهو اسم مؤدب للبلاد المتخلفة ، أو العالم الثالث ولو كان هناك عالم رابع أو خامس أو سادس لكنا نحن ، فالأمية منتشرة في بلادنا، هناك بلاد لاتجد فيها أمي واحد لا رجل ولا إمرأة ولا كبير ولا صغير كل من فيها متعلم ، لماذا لايشتغل الإنسان بمحو الأمية فيعلمون الناس ، يعملون بالعمل الإغاثي بالأعمال الخيرية ، لا نقول لهم اعملوا بالعمل الجهادي فالجهاد له أفراده ، و نحن لسنا في حاجة لنجاهد ونقاتل لنشر الإسلام ، إنما كان هذا في الزمن الأول حينما كان الملوك والحكام يمنعون الناس من الدخول في الإسلام ، وإذا أرسلت إليهم رسولاً قتلوه ، فكان لابد من جيوش تزيل هذه الحواجز ، ولكن الآن مع سهولة الإتصال مع الشعوب بوسائل شتى عن طريق الفضائيات والانترنت والإذاعات ، فنحن نحتاج لجيوش جرارة من الدعاة والإعلاميين ومن المعلمين ومن المثقفين الذين يحسنون مخاطبة العالم بلغته ، أين الشباب الذين ينذرون انفسهم لهذا ، فهناك الكثير من الشباب والشبات النصارى نذروا أنفسهم للتبشر بالمسيحية ، هناك أربعة ملايين وسبعمائة وخمسين ألف مبشر ومبشرة في أنحاء العالم ، بعضهم يذهبون للقرى النائية في آسيا وافريقيا لينشروا المسيحية ، أين الشباب الإسلامي ، فالقرآن يضرب لنا مثل بشباب عرفوا الحق وقومهم وثنيون ، ولكن هداهم الله فوقفوا أمام قومهم ذ قال القرآن عنهم " إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً " والفتية هم أقل من ثلاثين عاماً شباب مؤمنون ، وقصة يوسف الشاب الذي رفض الفتنة واستعصم بالله ، كذلك قصة اسماعيل إذ قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستحدني إن شاء الله من الصابرين ، قصة يحيى " يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12) وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً" لماذا يحكي لنا القرآن قص هؤلاء الشباب ؟ لكي نتعلم ونتعلق بهم ونطمح أن يكون شبابنا نموذج مثل هذه النماذج كأصحاب أهل الكهف الذين نشأوا في بيئة وثنية ، ولكننا نشأنا في بيئة إسلامية نسمع القرآن ونسمع الاذان ونسمع العلماء ونحضر الدروس والخطب ، أفلا نستطيع أن نكون مثل اهل الكهف أو مثل يحيى واسماعيل ويوسف ، فأهل الكهف رغم نشأتهم في بيت مشرك أبوهم مشرك وأمهم مشركة وإخوانهم مشركون لكنهم آمنوا بالله وهداهم الله " بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً " ربط الله على قلوبهم باليقين ، فقالوا نحن عرفنا ربنا الذي يرزق والذي يحيي ويميت وبيده كل شئ ، فكيف نعبد صنماً ننحته ولا يضر ولا ينفع ، لكن ربنا رب السموات والأرض خالق الكون لا تعبد من دونه إلهاً فكل ما دونه مخلوق ، " هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً " وهكذا المسلم لا يقبل شيئاَ إلا بالبرهان وبعد أن يقتنع به عقله ويقوم بالأدلة القاطعة عليه وخصوصاً في أمر العقيدة فلا تقوم إلا على يقين ، فهم يعبدوا الآلهه من دون الله بدون حجة وبدون برهان فهم يعبدون لمجرد الظن " وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " لذلك القرآن يقول للمشركين هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، ويقول لاهل الكتاب " وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ " لا يمكن أن نقبل قضية إلا ببرهان ولا نقبل بشئ إلا بدليل، فهذه العقلية العلمية المستنيرة لا العقلية العادية أو الخرافية التي تسلم بكل شئ ، ولا تمتحن أي شئ يمر عليها ، فلابد أن يكون هناك سلطان بين " مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ " فهؤلاء الشباب بعدما دعوا قومهم وكلموهم ولم يجدوا فائدة منهم شعروا أنهم معرضون للفتنة والاضطهاد وللخطر على حياتهم وعلى عقيدتهم فقرروا أن يفروا من هذا المجتمع لفترة ما حتى يجعل الله لهم فرجا ويجعل لهم من أمرهم يسراً بعد عسر ، فقرروا أن يذهبوا إلى احد الكهوف ، فالله ألهمهم أن يذهبوا للكهف " وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً " وهم عدد قليل أمام مجتمع كافر بالكلية ، فما لهم حيلة فشرع الله لهم الإختباء في هذا الكهف " فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً " فلا يسمعون الأصوات ولم يشعروا بما حولهم سنين عدداً ، ونومهم الله في هذا الكهف وعيونهم مفتوحة لذلك قال " تحسبهم أيقاظاً وهم رقود " وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً " حتى كلبهم ذكر أربع مرات ، فكما قال الحديث هم القوم لا يشقى بهم جليسهم فقد ذكر في القرآن أربع مرات ، فمجاورة أهل الخير تكسبك خيراً ، ومجاورة أهل السعادة تكسبك السعادة ، ومجاورة الأشرار تلحق بك الأذى كحامل المسك ونافخ الكير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ومكان هذا الكهف على الأرجح أنه في الأردن ، فعاشوا حتى بعثهم الله من مرقدهم بعد ثلثمائة سنة وتسعة ، وحين استيقظوا تساءلوا كم لبثنا فقال أحدهم لبثنا يوم أو بعض يوم ،فكشف أمرهم حينما أرسلوا احدهم ليأتِ بطعام وكان معه عملة قديمة ، وقصة أصحاب الكهف مليئة بالعبر والعظات " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "فأرجو من شبابنا الشباب المسلم أن يأخذوا العبرة من شباب الكهف ويخدموا دينهم ويرفعوا راية الإسلام .

Category : | edit post

درس الشيخ القرضاوي ١٢ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:39 م 0 التعليقات

بنو إسرائيل الآن علو في الأرض وظلموا وتجبروا ويوشك الله أن يعمهم بعذاب قريب

إذا كان المسلمون اليوم مهزومين فغداً سينتصرون ، وإذا كان المسلمون اليوم متفرقين فغداً سيجتمعون

الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليشعرنا أن الذي يفرط في المسجد الأقصى يوشك أن يفرط في المسجد الحرام


أنعم الله على بني إسرائيل بنعم كثيرة ولكنهم تعودوا على كفر النعم

سنة الله أن يحاسب الناس في الدنيا ببعض ما عملوا حتى يرتدعوا

هناك إفسادات كبرى و إفسادات صغرى لبني إسرائيل

وجود قوة وحيدة في العالم لا يدوم كثيراً لأن هذا ضد سنن الله الكونية

حينما أفسد بنو إسرائيل وهم أهل كتاب سلط الله عليهم عدو من الكفار

تواجد العرب الكنعانيون في فلسطين من آلاف السنين

الإفسادتان التي ذكرهما القرآن لبني إسرائيل كانا قبل الإسلام

أيمن عبد الرازق

في درس اليوم للعلامة القرضاوي تناول فضيلته آيات من سورة الإسراء والتي تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل والآيات هي " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً " قصة موسى وبني إسرائيل حازت على ربع القرآن أو اكثر ، حتى قال بعض علماء التفسير كاد القرآن أن يكون لموسى وبني إسرائيل من كثرة ما رددت هذه القصة في كتاب الله عز وجل ، وفي ذلك حكمة فلقد أراد الله أن يتعلم المسلمون من قصة بني إسرائيل فهم أمة كتابية لهم كتاب فيه هداية وتشريع ككتاب المسلمين ، ثم علم الله أن بني إسرائيل ستكون لهم علاقات بالممسلمين وستكون لهم اعتداءات عليهم ، ولهم مصائب مع المسلمين ، فواجب المسلمين أن يعرفوا الكثير عن أمة بني إسرائيل ، وأول مصدر للمعرفة هو القرآن الكريم ، لأنه المصدر الذي لا يكذب والذي لا يحيد ولا يحابي ، ويعطيك المعلومة بلا تهوين ولا تهويل ولا تحيز لهم أو عليهم ، لهذا اهتم القرآن ببني إسرائيل ، فهذه السورة سورة الإسراْ بدأت " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" هذه المعجزة وهي الإسراء بالرسول صلى الله عليه وسلم من مكة الممسجر الحرام إلى القدس بأرض فلسطين إلى المسجد الأقصى ومنه إلى سدرة المنتهى ، رحلة أرضية ورحلة سماوية ، فتحدث الله عن الإسراء ثم تحدث عن دورة من دورات تاريخ بني اسرائيل ، وكأن هناك ارتباط بين أرض الإسراء والمعراج وأرض البيت الحرام ، وهذا الربط ليشعر المسلم أن الذي يفرط في المسجد الأقصى يوشك أن يفرط في المسجد الحرام ، وأن كلا المسجدين له حرمة عند الله تبارك وتعالى ، فبعد أن ذكر الله قصة الإسراء قال وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل إلى ذرية من حملنا مع نوح ، فهو يذكرهم بجدهم الثاني نوح عليه السلام ، إنه كان عبدا شكورا ، فالله يريد أن يتعلم بني إسرائيل من نوح شكر النعم ، ولكن بني إسرائيل تعودوا أن يكفروا بالنعم ، فالله ينعم عليهم بنعم كثيرة ولكنهم لا يقوموا بشكرها كما تدل على ذلك آيات سورة البقرة ، وفي سورة الإسراء يقول الله عز وجل " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً " وقضينا معناه أنهينا واعلمنا وليس معناه أن الله قد حكم عليهم بهذا فالله لايأمر بالفحشاء ، وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام ومعناها عبد الله وكان يعقوب أعبد خلق الله في ذلك الوقت لذلك لقب بإسرائيل ، فقد اعلمهم الله بنبوءة صادقة أنهم سيفسدون مرتين في الأرض ، وطالما نبأ الله فلابد أن تتحق نبوءته ، لأن الله لا يتكلم عن جهل بل يتكلم بما علم أنه سيقع ، فقال لتفسدن في الأرض مرتين ، من الإفسادات الكبرى ، فهناك إفسادات صغرى كثيرة ، ولتعلن علواً كبيراً ، ما هو العلو ؟ العلو يعني الاستكبار في الأرض على الناس ، الطغيان ، وتجاوز الحدود ، أن يعاملوا الناس كآلهة والناس عندهم عبيد ، كما قال عن فرعون " إن فرعون علا في الأرض " تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " فمعناها أنكم ستطغون وتتكبرون وتفترون ، فلا تخشون خالقاً ، ولا ترحمون مخلوقاَ ، " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ" بعد هذا الفساد والطغيان على عباد الله أكل الربا وأخذ أموال الناس بالباطل ، واستباحة الحرمات حتى أنهم قتلوا من الأنبياء ما قتلوا " أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ " فقد سجل القرآن عليهم قتلهم الأنبياء بغير حق ، ومن سنة الله أنه يحاسب الناس بأعمالهم " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " ليس كل ما عملوا ولكن بعض ما عملوا لعلهم يرجعون ، تأديباً لهم حتي يرتدعوا ، فلذلك سلط الله على بني اسرائيل من يقهرهم ومن يذلهم ووضع رؤسهم في التراب بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ذووي بطش وقوة حيث لا تستطيعون دفعاً لهم ولا مقاومة لهم وتستسلمون لهم بأقصى سرعة ، فجاسوا خلال الديار تجولوا في دياركم شرقاً وغرباً بحيث لا يستطيع أحد منكن أن يعترض ولا يقول حتى لما ، وكان وعداً مفعولاً ، من هم هؤلاء العباد؟ اختلفوا العلماء فيهم لكن الأرجح هم ملوك بابل ومنهم نبوخذ نصر أو ما سموه بوخت نصر فلقد سلطهم الله عليهم ، ، وما من يد إلا ويد الله فوقها ، ومن ظالم إلا سيبلى بظالم ، هناك قانون اسمه قانون التدافع " وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ " لذلك كان المسلمون قديما يقولون اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين ، فإذا وجد ظالم واحد كما هو الحال الآن في العالم وجود أمريكا المتألهة في الأرض والقوة الوحيدة ولا يوجد قوة تدفعها فهذا خطر ،فحسب سنة الله قد تنشأ قوة جديدة تدفع ربما تكون الصين ربما تكون غيرها ، فالتدافع سنة من سنن الله في الأرض ، وحينما تجبر بنو اسرائيل سلط الله عليهم بوخت نصر فأسرهم مرة ومرة ومرة وحرق بيوتهم ودمر الهيكل وأحرق التوراة وأسر منهم من أسر وقد أسر منهم عشرات الألوف وأخذم إلى بابل في العراق ، فكانت هذه عقوبة من الله تبارك وتعالى ، بعد هذه الإفسادة الذي عوقبوا عليها وهزيمتهم المنكرة وأخذهم أسرى ، بعد ذلك ومن سنن الله أيضاً مداولة الأيام ، فدوام الحال من المحال ، فالعسر يعقبه يسر والهزيمة يعقبها نصر ، فهؤلاء المغلوبون هيأ الله لهم فرصة للرجوع ، فتابوا إلى الله ورجعوا ، ولذلك قال ثم رددنا الكرة عليهم ، وأمددناكم بأموال وبنين ، غيرتم حالكم فغير الله ما بكم " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ " وهذه سنة الله " ) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا " والله لايظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، فمن أحسن أحسن الله إليه ومن أساء رجع الله الإساءة إليه ، والله عز وجل لا يحابي أحد فإن أفسدوا سلط الله عليهم أعداء لهم ، حتى ولو كنتم اهل كتاب وكان أعداؤكم من الكفار ،فكما دخل البابليون من قبل فيدخل أعدائهم في المرة الثانية يدمرون كل شئ ولا يتركون شئاً ينفع الناس ، ثم يقول الله عز وجل عسى ربكم أن يرحمكم ، فالله سلط عليكم هؤلاء رحمة بكم ، لتداركوا أنفسكم لترجعوا عن غيكم ، لتتوبوا إلى ربكم ، وتقولوا ربنا ظلمنا أنفسنا ، فمن رحمة الله بكم أن يتيح لكم فرصة بعد فرصة ، وأنزل بكم هذه العقوبة لتنتبهوا لتفيقوا لأن أحياناً الناس لا تنتبه إلا بعد أن ينزل الله بهم شدة فيتعلمون من الشدائد ، ومن لا يتعلم من الشدائد لا يتعلم من شئ ، فرب ضارة نافعة هكذا كانوا يقولون العرب ، فالذي يستوي عنده الشدة والرخاء والسراء والضراء والبأساء والنعماء كله سواء عندك فلا تشكر في سراء ولا تصبر في الضراء هيهات أن تنتفع بشئ ، عسى ربكم أن يرحمكم ، وإن عدتم عدنا ، فإن عدتم بالإفساد عدنا إليكم بالعقوبة وسلطنا عليكم من يؤدبكم ، فهذا قانون الله تبارك وتعالى، فقانون الله بالمرصاد لعباده ، فمن أحسن فكان جزاؤه الإحسان ،ومن أساء فعلى نفسه أساء ، والمفسرون القدامى قالوا أن الذين سلطهم الله عليهم بعضهم قال كورش ملك الفرس ، وبعدهم قالوا الرومان وهذا الصحيح ففي عام سبعين من ميلاد المسيح ، ضربوهم ضربة أنهوا بها وجودهم في فلسطين ، في الأولى البابليون وبوخت نصر أنهوا المملكة الإسرائلية التي قامت بعد داوود وسليمان وانقسمت مملكتان حتى أنهم أصبحوا يقاتلوا بعضهم البعض ، إحدي هاتين المملكتين انتهت بعد مائتين ثمانية وتسعين سنة والأخرى بعد أربعمائة ثمانية وثلاثين سنة ، فهذا ملكهم الذين يزعمون أنهم لهم حق تاريخي في فلسطين ، أي ملك هذا ، فالعرب من آلاف السنين ، فالكنعانيون واليابوسين كانوا عرب أهل فلسطين قبل أن يدخلها اليهود ، وبعد ذلك فتحها المسلمون وتسلم سيدنا عمر بن الخطاب مفاتيح القدس من سفرنيوس بطريق القدس ، واشترط أهلها أن لا يكون معهم يهود ، وهكذا ظلوا بعيداً عن القدس إلى أن تسلل البعض وأصبح لهم وجود ضئيل ، حتى جاء عهد الهجرات اليهودية الجماعية في أوائل هذا القرن ، وإزداد في عهد الإنتداب البريطاني ، حتى أقاموا دولتهم التي سموها إسرائيل ، وهناك بعض مشايخنا في هذا العصر قالوا إن بعض هذه الإفسادات كانت بعد الإسلام ومنها أنهم نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بنو النضير وبنو قينقاع ويهود خيبر ، وسلط الله عليهم المسلمون فنصرهم ، وانتهى الوجود اليهودي من الحجاز ، واستشهدوا بكلمة عباداً لنا فلابد أن يكونوا مسلمين ، ولكني أقول ليس من الضروري أن تعبر كلمة عباد عن المسلمين ، فالله تبارك وتعالى يقول " أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ " الذين عبدوا الأوثان قال عنهم عبادي ، فكل الناس عباد الله ، والقرآن يقول وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب والكتاب هنا المقصود به كتابهم وليس القرآن ، واليهود الموجودون في المدينة ليسوا هم كل بني إسرائيل ، لكن بني إسرائيل الذين بنوا مملكة ، ثم أن الله تعالى يقول ثم رددنا لكم الكرة عليهم ، أنعم عليهم لما صلح حالهم ، هل معقول أن القرآن يمتن على بني إسرائيل أن رد لهم الكرة على المسلمين ، فهذا ليس معقولاً ، ثم القرآن يقول ليتبروا ما علة تتبيراً ، والمسلمون ما تبروا بلد دخلوها ، ولا دمروا فكان الفتح الإسلامي رحمة وعدل ، ثم أن المسلمين لم يدخلوا المسجد قبل هذا حتى يقول كما دخلوه أول مرة ، ولكن بعد الإسلام ينطبق عليهم قول الله عز وجل وإن عدتم عدنا ، فالآن عادوا وسفكوا الدماء واغتصبوا الأرض وظلموا وتجبروا وتكبروا على إخواننا في فلسطين ، لذلك هم يستحقون عقوبة الله عز وجل " ) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمْ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ " فعقوبة الله نازلة بهم ، فهم الآن علو علوا كبيراً وبغوا بغير الحق وفعلوا ما يستحقون به العقوبة من الله ، وإن شاء الله ستكون العقوبة على أيدينا نحن المسلمين ، وإن مع اليوم غدا وإن غداً لناظره قريب ، إذا كان المسلمون اليوم مهزومين فغداً سينتصرون ، وإذا كان المسلمون اليوم متفرقين فغداً سيجتمعون، وإذا كانوا اليوم غافلين فغداً سيتنبهون ،وإذا كان اليوم ضائعين فغداً سنجد صلاح الدين من جديد يجمعم من شتات ويوقظهم من سبات، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولابد أن يأني نصر الله لأن إذا كان الباطل ساعة فالحق إلى قيام الساعة " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " سيأتي نصر الله فلا يخلف الله وعده أبداً .

Category : | edit post

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers