الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل

درس الشيخ القرضاوي ١٦ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:42 م

أشاد ببرنامج قصص القرآن لعمرو خالد وأثنى على إعتماد البرنامج على الوسائل الحديثة للمساعدة في تخيل الأحداث .. القرضاوي

الإسلام حول العرب من رعاة غنم إلى قادة الأمم

إن كانت التربية أكثر تأثيراً في الصغر ويقل تأثيرها في الكبر فالإيمان لا يخضع لهذا المنطق

أيمن عبد الرازق

أستأنف فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي دروس التراويح بالجامع الكبير حيث كنا على موعد مع فضيلته مع آيات من سورة الشعراء ، ومع أحداث أخرى من قصة سدنا موسى عليه السلام وقد ذكر من قبل أن بعض المفسرين قالوا كاد القرآن أن يكون لموسى لكثرة ذكر قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم ، ووضح فضيلته آن هناك سور أطالت في سرد القصة مثل سورة البقرة والأعراف وطه والقصص حيث بدأت سورة القصص من ولادة موسى وفترة شبابه وزواجه من بنت الشيخ الكبير وعودته إلى مصر ، وسورة طه أكثر من ثلاث أرباعها لقصة موسى عليه السلام حتى أن بعض المفسرين سموها بسورة الكليم نسبة لموسى عليه السلام ، والعجيب أن هناك سور كثيرة بأسماء الأنبياء كيونس وهود ويوسف وإبراهيم ومحمد ، ولكن لا يوجد سورة اسمها موسى مع كثرة ذكره في القرآن ، ومع أن كان القرآن يكرر هذه القصة باستمرار ولكنه ليس تكراراً مطلقاً ، ولكنه كل مرة يذكر في القصة جوانب لم تذكر في السورة الأخرى أو ذكرت مجملة ويفصلها في سورة أخرى ، كما أنك تأخذ سورة فوتوغرافية لشخص واحد في عدة مواضع ولكنها ليست مكررة لأن كل سورة تكشف جانب مختلف عن الجوانب الاخرى ، مثل حوار سيدنا موسى مع فرعون ، حينما طلب منه أن يحرر بني إسرائيل ، وكذلك كل الأنبياء جاءوا بالحوار والرفق والحرص على أقوامهم ،حتى أن الله قال للنبي عليه الصلاة والسلام " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " ، وقال فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً، لكن الأقوام لا يصبرون على أنبيائهم ويتحدونهم ويحاربونهم ويطلبون منهم أن يأتوهم بالعذاب ، كذلك فرعون حينما لما ضاق بالحوار مع موسى قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ، فكذلك شأن المبطلين حينما تضيق عليهم الحجة ويعجزون عن المناظرة يلجأون إلى القوة والبطش ، يعجزون عن قوة المنطق فيلجأون إلى منطق القوة تماماً كما حدث مع سيدنا إبراهيم عندما قالوا له من فعل هذا بإلهتنا ؟ قال بل فعله كبيرهم ، فعندما رجعوا لانفسهم ووقفوا مع أنفسهم قالوا بل إنكم ظالمون ولكن نكسوا على رؤسهم وقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ، قال أتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم أف لكم وما تعبدون من دون الله ، هنا لجأوا إلى منطق القوة وقالوا حرقوه ، وسورة الشعراء تميزت بحوار موسى الطويل مع فرعون حتى أعجزه وقال لاجعلنك من المسجونين ، قال أولو جئتك بشئ مبين أجيء لك ببينة تثبت أني لا أمثل نفسي وإنما أنا رسول من عند الله ، قال فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين آيتان جاءا بهما سيدنا موسى ، طبعاً فزع فرعون ولكنه كتم هذا ، ولم يظهر فزعه ، وفرعون بعد أن قامت عليه هذه الحجة قال للملأ حوله إن هذا إلا سحر مبين ، فأراد أن يستثير النزعة الوطنية عند المصريين ويريد تأييد ودعم ممن حوله فقال" قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ "فقال أن هذا الرجل يريد أن يفسد عليكم معيشتكم ، وأن يسيطر عليكم ويحتلكم وبني إسرائيل يحكموكم ، ويضيع ملككم ، ويأخذ أموالكم ، أراد أن يحشد الرأي العام معه، فما رأيكم في هذه القضية ؟ " قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ" فجمع السحرة في يوم الزينة وهو عيد وطني عند المصريين ، " وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ " فتجمع السحرة وقيل أنهم آلاف ولا أظنهم كثيراً وأنا أميل لتفسير ابن عباس أنهم كانوا سبعين، وفي هذا السياق أحب أن أشير لبرنامج قصص القرآن للأخ الداعية المعروف عمرو خالد واستخدامه للوسائل الحديثة في الشرح بحيث يقرب الصورة الذهنية للمشاهد ويساعده على أن يتخيل الأحداث والأماكن كما وقعت ، فالسحرة جاءوا بأدواتهم وأقسموا بعزة فرعون أنهم غالبون " فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ" وهكذا طلاب الدنيا لا هم لهم إلا المال والعرض الزائل والمصالح الدنيوية ،فهم لا يدينون لدين ولايسيرون على مبدأ ولا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً لا تحكمهم إلا المصلحة، فقبل أن يبدأوا سألوا فرعون هل لنا من أجر إن نحن غلبنا قال نعم وإنكم من المقربين ، " قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ " وقيل أنهم استعملوا الكثير من الحبال والعصي وجاءوا بسحر عظيم وأدخلوا الرهبة في أعين الناس حتى خيل لموسى من سحرهم أنها تسعى ، وابن كثير قال أنهم استعملوا مادة الزئبق في أنابيب وعندما توضع على أرض ساخنة تبدأ تتمدد وتتحرك ، وخاف سيدنا موسى وغلب عليه الطابع البشري ، ولكن الله ربط على قلبه وطمأنه " فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى " معك الله لا تخف " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى " فنظر السحرة فإذا حبالهم وعصيهم لم تبقى " فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ " فهذا لا يمكن أن يكون عمل ساحر بخبرتهم الطويلة وبمعرفتهم بأمور السحر أنه لا يمكن أن يكون هذا سحر ، " قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ " عرفوا الإيمان وذاقوه هؤلاء السحرة من دقائق كانوا كافرين وكانوا يسعون لرضا فرعون أصبحوا الآن مؤمنين وبعدما كانوا يقسمون بعزة فرعون أصبحوا الآن يقولون والذي فطرنا ،وبعد ما كانوا يقولون أَئِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ أصبحوا يقولون اقض ما أنت قاض " إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ " ماذا يمكنك أن تفعله معنا ، أقصى ما يمكن أن تفعله معنا لا يتعدى هذه الحياة الدنيا ستحرمنا من مال من منصب ستقتلنا لا يهمنا منطقهم تغير فأصبحوا يتكلموا من منطق الإيمان فحينما يخالط القلب يتفجر اللسان بالحكمة ، فالإيمان له تأثيره القوي في إنشاء الشخصية الإسلامية ، ينشئ الإنسان خلقاً آخر ، فمن أراد ان يغير أمة من الأمم فليغرس في قلبها الإيمان ، وهذا ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام في جزيرة العرب ، وبعدما كانوا يرعون الغنم أصبحوا يرعون الأمم فكانت خير أمة أخرجت للناس ، علماء التربية يقولون أن التربية تصح في سنين العمر الأول وهي أصعب في التغيير مع التقدم بالسن ، إنما الإيمان لا يخضع لهذا المنطق ، هؤلاء شبوا وشابوا عل هذا السحر والوثنية المصرية ، لكن الإيمان حينما جاء حولهم وأصبح هدفهم غير الهدف ، وفي ذلك كتب الأستاذ عبد العزيز كامل من ستين عاماً في مجلة الإخوان المسلمين( المصري حين يؤمن) وذكر قصة السحرة وأن الإيمان جعل منهم شئ آخر ، ولذلك إذا أردنا أن نغير من أمتنا وتأخذ مكانها تحت الشمس وتنتقل إلى رأس القافلة بدلاً من كونها في ذيل القافلة فعلينا بالإيمان ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرونا بفيض الإيمان به وجميل التوكل عليه .

Category : | edit post

0 Response to "درس الشيخ القرضاوي ١٦ رمضان"

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers