الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل

درس الشيخ القرضاوي ١٧ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:43 م

القرآن اعتبرالإقامة الطويلة في بلد من البلدان مع رضا أهلها يكسبهم جنسيتها

الله شرع للمسلمين أن يقاتلوا ويعلنوا الحرب من اجل نصرة المستضعفين

أشد أنواع الإرهاب إرهاب الدول والحكومات لشعوبها

أم موسى نبية ومريم نبية والنبوة غير مقصورة على الأنبياء ... ابن حزم

أيمن عبد الرازق

ما زلنا في رحلتنا القرآنية مع العلامة القرضاوي ودروس التراويح اليومية في هذا الشهر الكريم و موعدنا مع سورة القصص وهي سورة مكية وقد تناولت السورة قصة سيدنا موسى وقد أرسله الله إلى فرعون وهامان وقارون هؤلاء الثالوث الفرعونية الملكية المتألهة المستكبرة ، والقارونية الرأس مالية الطاغية المتكبرة ، والهامانية التي تمثل الوزارية السياسية المتسلقة والتي تعيش على هامش الفرعونية والقارونية تخدم الملكية وتخدم االاقطاعية والرأس مالية ، وسورة القصص من اولها تحكي قصة موسى عليه السلام ، وكما قلنا أن تكرار القرآن لقصة موسى ليس لمجرد التكرار ولكن كل مرة يصف جانباً مختلفاً من جوانب شخصية وحياة سيدنا موسى فسورة طه تعرضت لحوار قصير بين موسى وفرعون ، وسورة الشعراء اهتمت بحوار مطول بين موسى وفرعون ، كما انها انفردت أيضاً بآية إنفلاق البحر هذه الآية الكبرى حينما فرَّ موسى ومن معه وأدركهم فرعون حتى وصل موسى إلى البحر وكانت اللحظة التي فيها البحر من أمامهم وفرعون من خلفهم ، فقال أصحاب موسى إنا لمدركون ، قال موسى بحال الواثق في الله و المتوكل على ربه بقلب ملئ باليقين كلا لن يستطيع أن يفعل لنا فرعون شيئاً ، إن معي ربي سيهدين ، لأن الله قال له هو وهارون " قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى "وموسى كان لا يعرف كيف الطريقة التي سينجيه الله بها من فرعون ، لكنه موقن بأن الله لا يتركه وسيهديه إلى طريق النجاة ، وهذا الموقف شبيه بموقف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان في الغار وكان المشركون يتتبعونه ، قال أبو بكر يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأنا ، فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا ، الشعور بمعية الله عز وجل عند كليم الله موسى وعند حبيب الله محمد طمئنهما في ساعة الشدة ، هذا كان في سورة الشعراء ، أما في سورة القصص فاهتمت بولادة موسى ونشأته وشبابه وما جرى له مع القبطي وهجرته إلى مدين ، تبدأ السورة وتقول " طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ "

والعلو معناه الطغيان وتجاوز الحدود والاستكبار على خلق الله ، فالعلو لله تعالى وحده ، وأن من أسماء الله تبارك وتعالى العلي والمتعال ، ولا يجوز للبشر أن يعلو بعضهم على بعض ، والعلو والطغيان يرتبطان بالفساد دائماً لذلك حينما تحدث القرآن عن عاد وثمود في سورة الفجر قال " الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ "

وفرعون علا في الارض هل الأرض كلها ؟ لا بل أرض مصر ولأن مصر كانت مملكة عظيمة في ذلك الوقت لها قوتها وكأن القرآن يقول من مكن له ملك مصر كان كمن ملك الأرض جميعاً ، والمصريون يقولون أن مصر أم الدنيا ولعلهم يستأنسوا بهذه الآيات أن الأرض تعني الدنيا كلها ، " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ "

فهذا ما نسميه إرهاب الدولة وهذا من أعظم انواع الإرهاب أن ترهب الدولة مواطنيها ، فالدولة واجب عليها أن تحمي مواطنيها ، تحمي أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، ولكن الدولة تصبح هي التي ترهب المواطنين، وبدلاً من أن تحمي أموالهم تسرق أموالهم ويصبح حاميها حراميها ، لا تحفظهم بل ترعبهم كما قال الشاعر وراعي الشاة يحمي الديب عنها فكيف إذا الرعاة لها زئاب ، أما الراعي يصبح هو الذئب فكيف يحميها ويحافظ عليها ، فرعون انحاز لفئة ضد فئة ، يستضعف طائفة منهم ، هذه الطائفة هما بني اسرائيل ، وبنو اسرائيل عاشوا في مصر مئات السنين ، فأصبحوا جزءاً من أهلها ، وهذا يكسبنا حكماً ، ان الإقامة الطويلة في بلد من البلدان مع رضا أهلها يكسبهم جنسيتها ، فالقرآن اعتبر الاسرائليين من اهل مصر ، لأنهم لم يدخلوها مستعمرين ولا ظالمين ، فأصبحوا من أهلها ، وفرعون يستضعف هؤلاء الناس والله تبارك وتعالى يكره استضعاف البشر ، عندما تجد إنساناً ضعيفاً فتطغى عليه وتظلمه وتقهره وتسلبه حقه ، وتسلبه حريته ، وتسلبه أمنه ، ولذلك شرع لعباده المستضعفين أن يهاجروا ويفروا بدينهم " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً "

وشرع للمسلمين أن يقاتلوا ويعلنوا الحرب من اجل نصرة المستضعفين " وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً "

وفرعون أرهب الشعب واستضعفهم وكان يذبح أبنائهم ويستحي نسائهم وذلك للخدمة في البيوت وللاستمتاع ، أما الذكور فكانوا يبيدهم إبادة نهائية ، وكان يفعل ذلك لأن الكهنة أخبروه أن ملكه سيزول على يد واحد من بني اسرائيل ، فإذا كنت مصدقهم فملكك سيزول لا محالة مهما فعلت ، وإذا كنت مكذبهم فلما تقتل ذكور بني اسرائيل ، وقيل أنه رأى رؤية في المنام أن ملكه سيزول على يد واحد من بني اسرائيل ، وهناك رأي يقول أن هذا عمل سياسي ، والشيخ محمد الغزالي كان يقول في هذا أن فرعون كان يقتل أبناء بني اسرائيل لأنهم لم يقفوا وقفة قوية مع فرعون في قتال الهكسوس الذين حكموا مصر عدة قرون قد جاءوا من الجزيرة العربية وكانوا يسمون العمالقة أو الرعاة وهم الذين كانوا في عهد سيدنا يوسف ، لذلك القرآن حينما ذكر قصة سيدنا يوسف وتكلم عن حاكم مصر كان يقول الملك وليس فرعون ، لأن الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت ليس الفراعنة بل الهكسوس ، وهذا يدل على الدقة في التاريخ عند سرد الاحداث ، هذا بعكس التوراة فالتوراة ذكرت في عهد يوسف أنه فرعون ، وهذا خطأ تاريخي، وهؤلاء الذين مكنوا وسمحوا لبني اسرائيل أن يدخلوا مصر ، وهكذا كان يفعل فرعون بالمستضعفين حتى وصفه القرآن بأنه من المفسدين وأشر أنواع الإفساد في الأرض قتل الأبرياء، قتل نفس بغير الحق ، والقتل جريمة كبرى وهي أعظم الكبائر بعد الشرك بالله هي قتل النفس ، وهؤلاء يقتلون الأطفال فهم لم يرتكبوا ذنباً لم يقترفوا جرماً ، ما ذنب هؤلاء الأطفال ؟ لكن هذا كان منطق فرعون إنه كان من المفسدين ، والله تعال لا يحب المفسدين ولا يصلح عمل المفسدين ، ولذلك كان عمل فرعون سبباً في الوبال وسوء العاقبة عليه ، وفرعون يفعل ذلك ولكن الله له إرادة أخرى ، هو يسعى ويحاول أن لا تتحقق النبوءة بزوال ملكه ، ولكن الله يريد أن يفعل شيئاً آخراً " وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) " فالله يريد أن يغير الأحوال فدوام المحال من المحال وتلك الأيام نداولها بين الناس ، والله يريد أن يمن على الذين استضعفوا ويجعلهم قادة ويورثوا الملك والسيادة ويجعلهم مستقرون في الأرض ، وما كان يخاف منه فرعون سيحدث ، وكل احتياطات فرعون ستذهب هباء منثوراً ، إذا أراد الله أمراً وأراد الناس أمراً فأي الأمرين ينفذ أمر الناس أم أمر الله ؟ أمر الله هو الذي ينفذ ، وأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ، ثم يذكر الله سبحانه وتعالى كيف ينفذ الله ما أراده رغم أنف فرعون وهامان وجنوده فيبدأ القصة " وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ " و سيدنا موسى للمرأة في قصته دور كبير أم موسى وأخته والفتاتان وإمرأة فرعون ، ولم يذكر القرآن أبا موسى ، وهذا يدل على قيمة المرأة في حياة الانبياء ومسيرتهم ، ولم يعتني القرآن بذكر الأسماء ، فلم نعرف اسم أم موسى ولا أخت موسى ولا فرعون ولا هامان لأن في الغالب أن هامان لقب وليس اسم ، فالقرآن لا يعتني باسماء الاشخاص ولا الأماكن ، فالقرآن يعلمنا أن نأخذ العبر من القصص دون الالتفات للأسماء ، فالله يوحي لأم موسى أن إذا خافت عليه تلقيه في اليم ، وابن حزم يأخذ من هذه الآية أن أم موسى نبية لأن الله أوحى لها وكذلك مريم نبية لأن الله أوحى لها " وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " ، وأن النبوة ليست مقصورة على الرجال إنما شملت النساء أيضاً ، فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ والمفسرون يذكرون في تفسير هذه الآية أن إمام اللغة الأصمعي قد سمع شعراً من فتاة فأعجب بالشعر وأثنى عليه وقال ما أفصحك ، فقالت له أتعد هذا كلاما فصيحاً بعد قول الله تبارك وتعالى لأم موسى وذكرت الآية الكريمة وقالت أن الله ذكر أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين في آية واحدة ، وفعلاً ألقته في اليم واليم يعني البحر المالح أو العذب كما قال تعالى ولا يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ، فقد وصف الماء العذب بالبحر ، فيجوز أن نقول على النيل بحر ، وانظر كيف يسخر القدر من فرعون الذي فعل كل هذا خوفاً من أن يأتي واحد من بني اسرائيل ويزيل ملكه ، فيرسله الله إليه ليربيه في منزله ويعلمه وينفق عليه ويتبناه ويحنن قلب زوجة فرعون ويجعلها تحبه حتى يكون هلاكه على يده ، فهذا مكر الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

Category : | edit post

0 Response to "درس الشيخ القرضاوي ١٧ رمضان"

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers