الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل

درس الشيخ القرضاوي ١٠ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:37 م

المحن والشدائد هي التي تخرج الرجال ، ومن ينشأ في النعيم والحرير لا يستطيع أن يحمل رسالة

الأنبياء هم أشد الناس بلاءً والرسالة ليست عملاً سهلاً

الله عز وجل يفعل ما يريد ولكن عن طريق سنن الأسباب والمسببات

دقة القرآن في السرد التاريخي بوصف حاكم مصر في عهد يوسف بالملك وليس بفرعون

أيمن عبد الرازق

استأنف فضيلة العلامة الشيخ القرضاوي دروس التراويح بالجامع الكبير حيث تناول آيات من سورة يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم فهو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم وقصة يوسف هي قصة الحياة البشرية بما فيها من خير وشر وبما فيها من قبح وحسن وبما فيها من استقامة وانحراف ، فالبشر كما هم كما يفكرون وكما يعملون ، والقصة تحدثت عن بيت النبوة ، وكيف يفكر الناس في هذا البيت ، وكيف يخص الأب أحد أبنائه بمزيد من الحب والرعاية والعطف وكيف أثر ذلك على إخوانه فيسبب ذلك غيرة إخوانه وحسدهم حتى يفكروا بقتل أخيهم ، ودبروا وتحايلوا على أيهم حتى أخذوا أخاهم وكادوا أن يقتلوه لولا لطف الله ، وكما يقول بن عطاء أن مع كل قدر لطفا ، فهؤلاء الشباب الذين تآمروا على أخيهم لحد قتله ، ظهر واحد منهم وقال لهم لا داعي لقتله ويكفي أن تلقوه في غيابات الجب ، فيمر أحد ويأخذه ، والحديث اليوم عن حلقة من سلسلة حلقات مر بها يوسف وكلها حلقات من سلسلة دامية ، يخرج من مشكلة إلى مشكلة ويتخطى عقبة لتظهر أمامه عقبة أخرى، هكذا يربي الله تعالى أبنائه ، فالأنبياء يتربوا بالمحن والآلام ، ولم يتربى الأنبياء بالرفاهية والنعمة ، فهما لا يخرجان رجالاً ،إنما الآلام والمحن هي التي تخرج رجالاً ، ومن ينشأ في النعيم وفي فمه ملعقة من ذهب ،ويتربي في الحرير والحياة الناعمة المرفهة ، وهناك من يخدمه عن اليمين والشمال ، فهذا لايستطيع أن يحمل رسالة يواجه بها الكفر والطغيان والجبروت ، فاللله تعالى يربي أنبيائه بالمحن ، ورأينا كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام يموت أبوه وهو في بطن أمه ، وتموت أمه وهو في السادسة من عمره ، ويموت جده الذي كان يرعاه وهو في الثامنة من عمره ولم يترك أبوه له مالاً ، فاضطر أن يعمل برعي الأغنام على قراريط لأهل مكة ، ولم يكن غنمه فرأيناه يكسب من كده وعرق جبينه ، ورأينا سيدنا موسى منذ أن يولد يرمى في البحر ، ويتربى في بيت فرعون ، وينشأ بينه وبين القوم عداوات ، ويفر إلى مدين ، كل هذا ليربي الله عز وجل أنبيائه على الصبر والجلد ، وعلى التحمل لأن الرسالة ليست عمل هيناً ، الله تعالى قال لرسوله إن سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ، ولذلك أراد الله بيوسف أن ينتقل من حلقة إلى حلقة كلها نوع من الإبتلاء الحلقة الأولى تآمر إخوانه عليه ، الحلقة الثانية فتنة إمرأة العزيز ، الحلقة الثالثة فتنة السجن ، وما لاقاه في السجن حيث يدخل السجن في تهمة كاذبة ، والحلقة الرابعة الإبتلاء بالنعمة فأصبح وزير التموين والمالي والزراعة والتخطيط ، وأصبح عزيز مصر أو كبير وزرائها ، وحديثنا في هذه الليلة عن الحلقة الثانية عن الصبر ، وأنا لي كتاب عن الصبر في القرآن كنت أدرسه للطلاب في جامعة قطر ، واخترت نموذج يوسف ليجسد الصبر الجميل ، والصبر أنواع هناك صبر على البلاء ، وهناك صبر على طاعة الله ، " رب السموات والأرض فاعبده واصطبر لعبادته " ، وهناك أيضاً الصبر عن معصية الله ، تترآى إليك المعصية وتسعى إليك لا تسعى إليها أنت فتصبر وتلجم نفسك ، وتلزمها بلجام الصبر والتقوى ولا تستجيب للإغراء ، وقد تهدد لفعل المعصية فلا تستجيب لسلاح التهديد ، وهناك صبر آخر وهي الصبر على الدعوة وعلى مساق الدعوة ، كما رأينا يوسف يدخل السجن ولا ينسى الدعوة ويعمل داعياً . “ يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار "، ويستغل معرفته بما آتاه الله من علم بتفسير الرؤية ، فبعد أن يفسر لهم الرؤية يقول لهم ذلك مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله ، وهم بالآخرة هم كافرون " ويبدأ ينشر الدعوة ، فالحديث اليوم عن الفتنة ، لقد بيع يوسف كما يباع العبيد ، والبضائع والسلع ، فباعوه في مصر بثمن بخس دراهم معدودة ، وكانوا فيه من الزاهدين ، واللطف الذي ظهر في هذه المحنة ، هو الذي اشتراه من مصر ، فكان عزيز مصر ، ومصر في ذلك الوقت كانوا يحكمهم الهكسوس ولم يكونوا فراعنة ، فالقرآن يتحدث عن حاكم مصر في ذلك الوقت ويقول الملك ، ولم يقل فرعون وهذا من دقة القرآن ، بينما التوراة تسميه فرعون ، فهذا خطأ في التوراة لأن الفراعنة كانوا لا يحكمون في ذلك الوقت ، موسى هو الذي كان في عهد الفراعنة ، فعزيز مصر كان كبير الوزراء لملك الهكسوس في ذلك الوقت ، والرجل تفرس في يوسف فوجد فيه نجابة وقال لإمرأته أكرمي مثواه ، عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ، ولذلك يقول ابن مسعود أفرس الناس ثلاثة صاحب يوسف ، وبنت الشيخ التي قالت لأبيها يا أبت استئجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، وأبو بكر في عمر فقال استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ، هذا ما عاهد إليه أمير المؤمنين أبو بكر في آخر عهده بالدنيا ، فإن هو بر وعدل فهذا علمي فيه وظني به ، وإن ظلم وبدل فلا علم لي بالغيب والخير آردت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، فالرجل تفرس في يوسف وأمر زوجته أن تعامله معاملة حسنة لا أن يعامل معاملة العبيد ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، فالأمور بيد الله عز وجل ، وماشاء الله كان وما لم يشأ لن يكون ، إنما أمره إذا أراد أن يقول لشئ أن يقول له كن فيكون ، ولكنه ينفذ ما يريده عن طريق سنن الأسباب والمسببات ، ولما بلغ أشده أتيناه حكماً وعلماً ، وكذلك نجزي المحسنين ، وبعض العلماء يفسر الحكم والعلم بالنبوة ، ولكن ليس دليل على ذلك ، لأن الله تعالى قال وآتينا يحيى الحكم صبياً ، فهو يرى الأمور على حقيقتها ويقدرها بقدرها ، فلا يخدع عن الحقائق ولا يلتبس عليه الحق بالباطل ، وذكر القرآن بعد هذه الآية قصة المراودة وظهر فيها حكمة يوسف وعلم يوسف في تصرف يوسف ، فالله أعطاه البصيرة التي يرى بها الفرق بين الصواب والخطأ وبين الحق والضلال ، وبين الاستقامة والإنحراف ، وراودته التي هو في بيتها ، تعني أنها هي المسيطرة هي السيدة وهو يقع في سيطرتها ، وكان من الممكن أن يقع يوسف في الفاحشة وخصوصاً هي التي سعت إليه ، ولم يسعى هو إليها ، فتدعوه إلى نفسها وقالت هيت لك ، ويوسف شاب ونعلم أن الشباب شعلة من الجنون ، والشباب لديه غريزة عاتية ،فبعض علماء النفس مثل فرويد ، يفسر أن الغريزة الجنسية وراء السلوك البشري كله ، ويوسف أعزب و كان غريباً فكل المغريات تدفعه لأن يرتكب الفاحشة ، لكن يوسف الذي أوتي شطر الحسن والجمال ، والجمال ليس جمال الجسم والوجه بل أوتي أيضاً حسن الطباع وحسن الأخلاق والرجولة فالمرأة شغفت بها وأعجبت به وتعلقت به وأحبته حباً جنونياً مما جعلها فعلت ما فعلت ، فماذا فعل يوسف ضد هذا الإغراء الصريح ، فعادة المرأة لا تصرح بهذا ولكنها تتزين تظهر اللين من القول ، تفتنه بطريقة اللبس بطريقة العطور ، لكن هذه المرأة من فتنتها غلقت الأبواب وصرحت وقال هيت لك ، لا ينمعك شئ ، نحن وحدنا ، لكن أبى يوسف واستعصم وردعها بروادع ثلاثة الرادع الأول رادع ديني والرادع الثاني رادع أخلاقي والرادع الثالث رادع مصلحي ، قال لها الدين والأخلاق والمروءة ومصلحتي يمنعني أن أستجيب لها ، قال معاذ الله هذا هو الوازع الديني ، الله الذي نجاني من الجب وأكرمني بهذا البيت فمعاذ الله أن أستجيب لك ، والجانب الأخلاقي قال إنه ربي أحسن مثواي ، ورب هنا معناه السيد ، فالرجل الذي أكرمني من أول يوم أقابل إحسانه بالإساءة وأخونه في عرضه فلا يليق هذا بمكارم الأخلاق ولا يليق هذا بالإحسان ، وقال إنه لا يفلح الظالمون هذا الرادع الثالث ، ولو فعلت ذلك فقد ظلمت نفسي وظلمت سيدي ، فالظالم لا يفلح أبداً ، فإذا كنت حريص على نفسي وحريص على مستقبلي فما ينبغي لي أن آفعل هذا أبداً ، ولقد همت به وهم بها لولا أن راءا برهان ربه ، كل واحد هم بالآخر ولكن همه مثل همها؟ لا ، همها كان هدفه اللذة والسعي وراء الشهوة وأن تأخذ حظها منه ، وهمه بها أن يدفعها ولو بالعنف ولو بالقوة ولو بالضرب ، ، لكن لولا أن رءا برهان ربه فالله ألهمه أن لو ضربها ربما يكون هذا ضده ، وتقول لقد إعتدى على ويريد أن يفعل معي الفاحشة بالقوة ، لكن لله صرفه عن هذا ، كذلك نصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ، فإذا كان من المخلصين فإن الشيطان ليس عليه سلطان ، ومما يدل على ذلك أن إمرأة العزيز عندما صنعت الوليمة للنساء ، فأرادت أن تقيم عليهن الحجة وتعذر نفسها في شغفها به ، فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن من حسن يوسف ومن الدهشة ، وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم ، قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ، ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ، وحينما حقق معها بعد ذلك قالت ماعلمت عليه من سوء أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ، ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين ، فالأول استعملت معه سلاح الإغراء ، والآن سلاح التهديد ، ولكن ما موقف يوسف أمام سلاح التهديد ؟ فكان موقه موقف المؤمن القوي قال " رب السحن أحب إلى مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن و أكن من الجاهلين " كان يوسف مخيراً بين محنتين محنة في دينه أن يزني ويكون من الفاسقين ومحنة في دنياه أن يسجن ويكون من ، الصاغرين ، ففضل محنة الدنيا على محنة الدين وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا . وهذه حلقة من حلقات سلسلة مر بها سيدنا يوسف وكان فيها من المتقين الصابرين " إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " .

Category : | edit post

0 Response to "درس الشيخ القرضاوي ١٠ رمضان"

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers