الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل

درس الشيخ القرضاوي ١١ رمضان

مرسلة بواسطة أيمن عبد الرازق On 1:38 م

الله عز وجل خلق لنا الحواس لنتعرف بها عليه

القرآن ملئ بالآيات التي تتحدث عن قيمة العقل بعكس الأديان الأخرى

الدين والأخلاق متلازمان ولادين بغير أخلاق

الوفاء بالعهد مع المسلم والكافر مع المسالم والمحارب

الغاية تبرر الوسيلة ليس من مبادئ الإسلام

الإسلام اهتم بحقوق الإنسان والحيوان والنبات والبيئة من أكثر من أربعة عشرة قرناً

أيمن عبد الرازق

في رحلتنا مع العلامة القرضاوي ومن خلال دروس التراويح اليومية تناول فضيلة الشيخ آيات من سورة الرعد ، وهي سورة من السور مكية والآيات هي " أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ "

يخاطب الله النبي صلى الله عليه وسلم ، ويبين له أنه لا يستوي من علم أن ما أنزل عليك هو الحق كمن جحد وأنكر ووصفه بالأعمى وهو عمى عن الحق ، له عين ولكنه لا يبصر بها ، وله أذن ولكنه لا يسمع بها وله قلب ولكنه لا يعقل به ، عطل الأجهزة التي منحه الله إياها فخرب هذه الاجهزة ، كما قال تعالى " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ " كما قال الله تعالى عن قوم من المشركين " وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون" فالجحود خرب عليهم هذه الأجهزة وهذه الأدوات التي بها يطلون على الوجود وعلى الأرض والسموات ويستدلون بها بالخلق على الخالق وبالكون على المكون ، فدائماً القرآن يصف أهل الكفر والضلال بأنهم لا يعقلون ، لأن الكون أمامهم وهم لا يفكرون ولا يعقلون " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ" فيشبههم بالأنعام بل هم أضل ، فكتاب الله وهذه الرسالة هي الحق والحق هو الشئ الثابت الذي لا يتغير ، وأحق ما يطلق عليه هذه الكلمة هو الله " فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ " فالقرآن كتاب حق من إله حق لا ريب فيه ، فصاحب العقل وصاحب اللب إذا نظر في هذا الكتاب وتمعن فيه ، يعرف أنه الحق ومستحيل أن يكون من صنع محمد عليه الصلاة والسلام ، فالذي لا يرى أن هذا الكتاب هو الحق فهو أعمى في الدنيا وأعمى في الآخرة ، ولا يستوي الأعمي والبصير ، والذين يعرفون هذه الحقيقة هم أولو الألباب أصحاب العقول ، والقرآن ذكر هذه الكلمة أولو الألباب ستة عشر مرة ، ولا يوجد هذا في الكتب الدينية الأخرى ، فلقد أطلعت كثيراً في أصفار التوراة والأنجيل ، لم أجد هذه الكلمة أو حتى ما يرادفها ككلمة العقل أو اللب أو الحكمة ، لكن القرآن عبر عن العقل بكلمة اللب ، وكأن القرآن شبه الإنسان بغير عقل كالقشر بدون لب ، فلب الشئ هو حقيقته وجوهره ، إنما الجسم أو البدن مجرد قشر أو غلاف ، فعبر عن العقل بالنهى أو الحجر أو القلب أو الفؤاد فهذه الأدوات التي وهبها الله للعباد " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " فالسمع قبل البصر ، فالمولود حينما يولد يولد مغمض العينين ، ثم البصر والبصر هو أداة الملاحظة والمشاهدة فالعلوم الطبيعية والكونية والأشياء التي قامت عليها الحضارة المادية والغربية أساسها الحس والبصر فهي قائمة على المشاهدة والتجربة والتكرار ، والله وصف أولو الألباب بعدة صفات منها صفات ربانية وصفات أخلاقية لأن عندنا الدين والأخلاق متلازمان ، لذلك قال " الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ " فلا يغدرون بما عاهدوا الله عليه أ, عاهدوا الناس عليه ، وعهد الله هو ما ذكره الله " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " وكذلك المواثيق التي بين الناس لابد أن تحترم ، فالإنسان مقيد بلسانه لا يقول الكلمة والوعد ثم يرمي به بكل سهولة فهذه صفات المؤمنين " وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ "ولكن المنافق إذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ، وإذا حدث كذب ، وإذا أؤتمن خان ، بخلاف المؤمن العاقل الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية احترم العهد ، وقال نفي لهم ونستعين الله عليهم ، حتى الذين يحاربونهم يفي العهد معهم وليس كغيره يقولون أن الغاية تبرر الوسيلة ، الإسلام يريد الغاية الشريفة والوسيلة النظيفة ، وجاءت جماعة لأبي علي الفضيل بن عياط ، فقال من أي بلد أنتم ؟ قالوا نحن من خرسان قالوا كونوا من أي بلد لكن المهم ألا تشيروا إلى شئ حتى لو لدجاجة تقتنيها ، فدخلت إمرأة النار في هرة ، ودخلت بغي الجنة في كلب سقته ، أدوا الحقوق إلى أهلها سواء كان إنسان مؤمن أو كافر ، حيوان ، حتى النبات النبي عليه الصلاة والسلام يقول " من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار " لأن السدرة يستظلون بها في الصحراء ،ويأكلون من ثمرها، لماذا تقطعها فهذا إفساد ويقول النبي صلى الله عليه وسلم مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّ فُلاَنًا قتلني عبثاً ولم يقتلني منفعة "فما الذي يدفع المؤمنين أن يوفوا وأن يعطو كل ذي حق حقه ؟ الله هو الذي أمرنا وكتب علينا أن نحسن في هذا ، فالله قد كتب الإحسان على كل شئ ، وإنهم يعيشون مدة زمنية معينة سواء قصرت أو طالت ، وإنهم لا يخلدوا في هذه الدنيا ، وإذا كان آخر هذه الدنيا موتاً فسواء قصيره أو طويله ، لكن الموت ليس هو نهاية المطاف ولو أنا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا فنسأل بعدها عن كل شئ ، فهناك حساب ومن الناس من يحاسب يسيرا ومنهم من يحاسب حساب عسيراً ، لذلك الفقراء يدخلون الجنة قبل الفقراء بخمسمائة عاماً ، أما الأغنياء فيحضرون ويحاسبون على كل ثرواتهم كيف جمعتها ؟ وكيف أنفقتها ؟ وماذا عملت بها ؟ وكيف نميتها ؟ أسئلة كثيرة سيطول حسابه ، وعلى قدر نعم الله يطول حسابه ، والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم من أوصافهم الصبر لله وليس للناس فليصبر لله وليصبر بالله , وأقاموا الصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين ، فهي الركن اليومي الذي يجعل الإنسان على موعد مع ر به خمس مرات كل يوم ، ولم يقل الذين أدوا الصلاة أو فعلوا الصلاة لا بل قالوا أقاموا الصلاة على أصولها مستقيمة غير معوجة أدوها على وقتها بخشوعها بإطمئنانها ، وأنفقوا مما رزقناعم سراً وعلانية ، فالمال في الحقيقة هو مال الله ، والإنسان مستخلف في مال الله ، ليس كما قال قارون إنما أوتيته على علم عندي ، بذكاءي وبمهاراتي ، فالقرآن يقول أنفقوا مما رزقناهم ، فالله أمرنا بأن ننفق القليل ربع العشر ، فهو قليل من كثير والأصل أن تخرج الزكاة علانية ، لكن النوافل بينك وبين الله " إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " ويدرءون بالحسنة السيئة ، فكما قال الحسن البصري هؤلاء يصلون من قطعهم ويبذلون لمن منعهم ويعطون من حرمهم ويعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون لمن أساء إليهم ، فلا يقابلوا الإساءة بالإساءة ولا يقابلوا القطيعة بالقطيعة ولا يقابلوا الظلم بالظلم، ولا الجفاء بالجفاء وكما في الحديث " ليس الواصل بالمكافئ " فهم يدرءون بالحسنة السيئة ، والعاقبة لهؤلاء جنات عدن يدخلونها ليس هم فقط بل هم وذرياتهم وأحبابهم ، فيرفع الله بكرمه الادني درجة في الجنة إلى الاعلى ، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، وفي المقابل أناس وليعاذبالله " وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " فاختر أي الدارين فهما محلان ليس للمرء غيرهما فاختر لنفسك أي الدار تختار الجنة أم النار ؟ لا شك أن أولو الألباب يختارون الجنة وطريق الجنة سهل ومعروف ، فتستطيع أن تدخل الجنة بسهولة إذا سلكت طريق الجنة ، فنحن نختاج أن نعمل عقولنا ولا نعطلها ، للأسف المسلمون في العصور الاخيرة عطلوا العقول ، وأصبحوا في ذيل القافلة بعد أن كانوا في رأسها .

Category : | edit post

0 Response to "درس الشيخ القرضاوي ١١ رمضان"

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers