الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل

أمة تشتري أسلحتها من أعدائها .. هل تنتصر ؟

لا يمكن أن تعطينا أمريكا أسلحة ننتصر بها على اسرائيل

نحن نشتري الأسلحة بالمليارات لنضعها في المخازن حتى تصدأ

عدد المسلمين في العالم أكثر مائة مرة من عدد اليهود ولكننا متفرقون

نحن نحارب أعدائنا بعساكر أميين ، لا يكادون أن يفقهون حديثاً

السلام مع إسرائيل لا يندرج تحت " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها "

كل عصر له قوته وله رباطه حتى نستطيع أن ندافع عن ديننا وعن أمتنا

أيمن عبد الرازق

أخذنا العلامة الدكتور القرضاوي اليوم خلال رحلته القرآنية اليوميةإلى آيات من سورة الأنفال وهي " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " القرآن الكريم كتاب الخلود هو أصل الأصول ومصدر المصادر ودليل الأدلة كلها فيه التشريع والتوجيه للفرد وللأسرة وللمجتمع وللدولة وللأمة والإنسانية كلها ، هنا يأمر الأمة أن تعد لأعدائها ما استطاعت من قوة ومن رباط الخيل ، ورغم أن الإسلام يحرض على السلام ويؤمن بضرورة السلام ولا يقاتل إلا من قاتله ، ولكن من سالمه سالمه ، ومن مد يده بالمسالمة والمصالحة والمصافحة مد إليه يديه ، من تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً ، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً ، ولكن ليس معنى حث الإسلام على السلم والرغبة في السلم أن ندع أنفسنا مكسوفين أمام أعدائنا ، بل نعد لهم ما استطعنا من قوة ، فإننا لا نأمن غدرهم ، ولا نأمن عدوانهم ، والحرب طبيعة من طبائع الاجتماع البشري ، هناك سنة يسمونها سنة التدافع ، " وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً " فهناك بشر لا يمكنهم أن يقفوا عند حدود الله وعند حدود الناس بل يعتدون على غيرهم ، هناك أناس عدوانيون ، وذكر الله الإنسان فقال" إنه كان ظلوماً جهولاً " وأبو الطيب المتنبي يقول " الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عزة فلعلة لا يظلم " فالناس إذا قووا تعدوا وفي الأمثال يقال " القادر فاجر " كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى " الشاعر العربي قديماً يقول " ومن لم يجد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ، فالمعنى أن تبادر بظلم الناس حتى لا يظلموك هكذا كان منطقهم ، ويقول الآخر : لنا الدنيا ومن أمسى عليها نبطش فيما نبطش ظالمينا بغاة قادرين وما ظلمنا ولكنا سنبدأ ظالمينا ، وبعض الأدباء يقول الإنسان حيوان محارب ، وكما قال بيجن في كتابه الثورة أنا احارب إذن أنا موجود ، اعتبر الحرب والعدوان على الآخرين دليل وجوده ، فأنت بين هؤلاء الناس تعيش وأنت ليس عندك قوة ولا عدة ولا سلاح التي تواجههم بها ، هل تنتظر حتى يغزوك في عقر دارك ، ويأخذوا كل شئ ، ويسبوا الحريم وينتهكوا الحرمات ويسفكوا الدماء ويهتكوا الأعراض ، فلابد من إعداد القوة ، لأنهم يودون كما قال القرآن " وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً " والقاعدة في الإسلام بالنسبة للشأن العسكري إعداد القوة وأخذ الحذر حتى وأنت في الصلاة ، والقوة هنا كل ما يمكنك من عدوك ، كل ما يعطيك القدرة والإمكانية في أن تنتصر عليه ولا تنهزم أمامه ،ولذلك أول ما يتبادر إليك هنا القوة العسكرية والقوة الحربية ، تعد الأسلحة بكل ألوانها وبكل أنواعها ، فالأسلحة القديمة لا تنفع الأن ، فالعلم الحديث مكن الإنسان أن يكون عنده أسلحة ثقيلة ، أسلحة دمار شامل ، غواصات في البحر ، دبابات في البر ، طيارات في الجو ، قنابل ذكية ، قنابل عنقودية ، طيارات بدون طيار ، تعد كل أنواع القوة ، ولم تستطع أن تحصل هذه القوة وأنت عاجزاً في العلوم الأخرى في الفيزياء في الكيمياء في الجولوجيا ، لا يمكن أن تصنع أسلحة ، ولذلك مشكلتنا أننا متخلفون في هذه النواحي فأصبحنا نعتمد على غيرنا في شراء هذه الأسلحة ، والذي يشتري يظل دائماً ضعيفاً ، لأن الذي يبيع الأسلحة يبيع لنا منها ما يشاء وكيف شاء ومتي يشاء، إذا كان يرى في أن هذه الأسلحة خطراً عليه أو على حلفائه ، منعها عنا ، فلا يمكن أن تعطينا أمريكا أسلحة ننتصر بها على اسرائيل ، وكذلك بريطانيا ، وتعطيك السلاح بعد أن تستغني عنه ، وتعطيك السلاح الذي تريد التخلص منه ، لأن الأسلحة تتطور تطوراً سريعاً ، فنحن نشتريها منهم بالمليارات لنضعها في المخازن حتى تصدأ ، ولا يستعملها أحد ، هذه أمة لا تصنع السلاح ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله يثيب في السهم الواحد ثلاثة ، صانعه يحتسب فيه الخير ، ومنبله ، والرامي به ، ولكن للأسف متخلفون في صنع السلاح ، وأمة سورة الحديد لم تتعلم صناعة الحديد ، " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ " بأس شديد إشارة إلى الصناعات الحربية ، ومنافع للناس للصناعات المدنية ، وللأسف نحن لم نتقن لا الصناعة الحربية ولا الصناعة المدنية ، كما يقول أحدهم نستورد من الإبرة إلى الصاروخ ، هل هذه الامة التي أمرت بأعدوا ما استطعنم من قوة ، عندنا قاعدة فقهية تقول ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب ، إذا كان الجهاد واجباً ، وإعداد القوة واجباً ، فكل ما هو متعلق بهما ولا يتما إلا به فهو واجب من علوم وصناعات يجب أن يكون متوافراً قي الأمة ، بل يجب أن تكون الأمة قوية اقتصادياً ، ما الذي جعل أمريكا أقوى دولة في العالم ؟ التفوق العسكري ووراءه التفوق العلمي والتكنولوجي من ناحية والتفوق الاقتصادي من ناحية أخرى ، وأمتنا للأسف لم تتعلم ذلك ومما زاد ضعف هذه الأمة أنها تشرزمت وتفرقت شذر مدر ، الأمة تقوى باتحادها فالإتحاد يقوي القلة والتفرق يضعف الكثرة،انظروا إلى الصهاينة كم عدد اليهود في العالم لا يزيد عن أربعة عشر مليوناً في الولايات المتحدة وفي أوروبا وفي العالم كله ، وفي اسرائيل لا يزيدون عن أربعة ملايين ، ونحن المسلمين حوالي ألف وخمسمائة مليون ، أكثر من مائة ضعف اليهود ، ولكن انظروا هم على قلب رجل واحد ونحن متفرقون ، أحياناً نتعب أشد التعب لتجتمع القمة العربية ، وتجتمع القمة الإسلامية ،ولا نستطيع أن ندخل عصر التكنولوجيا المتطورة ونحن متفرقون ، نحن نرى الغربيين تشترك دولتان أو ثلاث دول في صنع طائرة متطورة ، الكونكورد دولتان مثلاً ، فهؤلاء رأوا أن تقدمهم في إتحادهم وتكتلهم وتجمعهم ، ونحن كل جماعة منا كما قال الشاعر فتفرقوا شيعاً فكل قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر ، كل دولة لا تكاد ترى على الخريطة إلا بالمجهر تريد أن تكون امبرا طورية تنشئ مصانع بمفردها ، الأولى أن نتجمع ،ولا نتكلم بلغة الفرقة ، والنبي صلى الله عليه وسلم فسر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة فقال ، ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ، مشير إلى العنصر البشري ، ليس المهم أن يكون عندك أسلحة فحسب ولكن المهم أيضاً أن يكون عندك الجندي المدرب على هذه الأسلحة ويرمي بها ، ولذلك جاء في الحديث من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا ، فيجب أن يظل أن يتدرب عليها دائماً حتى لا ينسى ، فترمي بالمدفع وترمي بالطائرة و وترمي بالرصاص هذا معنى أن القوة الرمي وهذا على غرار الحج عرفة هكذا فسر العلماء القوة الرمي ،وهذا معناه أن الأمة لابد أن تتعلم لأن الأمي لا يستطيع أن يستعمل السلاح الحديث المتطور فلابد أن يتعلم ، العسكري الأمي لا ينفع ، فنحن نحارب أعدائنا بعساكر أميين ، لا يكادون أن يفقهون حديثاً ، وأعدائنا يحاربون بجنود متعلمين ، هذا كله من الإعداد ، الأمة لكي تعد لجهاد هذا يحتاج أن تربى الأمة على هذا ، وأن تقوم هناك عدالة اجتماعية ، لأن الناس لو أن بعضهم يأكل حتى تحدث له تخمة من كثرة الأرض ويحتاج إلى مهضم ، وواحد آخر جائع لا يجد القوت ، فتراه يقول هذه ليست بلدي ، إنما هي بلد الأغنياء الذين يأكلون خيرها ، أنا ليس لي فيها شئ ، لكن لو أن هناك عدالة إجتماعية ، تجد الشعب كله وراء قائده صفاً واحداً ، فلابد أن نعد الأمة إعداداً إيمانياً ، بحيث لابد أن يكون لهم رسالة يعيشون إليها ، ويضحون من أجلها بالغالي والرخيص ويدافعون عنها بكل قوة .

وإذا تكلمنا عن رباط الخيل فما معناها ؟ الخيل تعني المركبات التي تساعد في سرعة التنقل في الحرب ، فكانت الخيل في ذلك الوقت هي الأداة المناسبة للتنقل ، وأما في هذا العصر فالمركبات هي الطائرات والدبابات والغواصات ، فهذه خيل عصرنا ، وما معنى رباط ؟ لأنهم كانوا يربطون الخيل في الثغور عند الأعداء ، ومنها المرابطون وقد جاء في فضل الرباط أحاديث كثيرة جداً ، وكان كثير من العلماء يذهبون للجهاد ويرابطون مع الجيوش كعبد الله بن المبارك ، وإبراهيم ابن أدهم ، هؤلاء الزهاد وهؤلاء العلماء يرابطون على الثغور ، لأنه من المهم جدا أن تحمي الحدود بجنود أكفاء ، وأسلحة مكافئة لأسلحة العدو إن لم تتفوق عليه ، ولماذا هذا الإعداد ؟ هل لتعتدوا على الآخرين ؟ لا بل قال الله ترهبون به عدو الله وعدوكم ، الغرض من هذا الإعداد إرهاب الأعداء وتخويفهم حتى لا يطمعوا في المسلمين ، ولا يفكروا في استعمال القوة ضدهم ، لأن المسلمين عندهم من الأسلحة والقوة ما يجعلهم يدافعون به عن أنفسهم ، فالقوة تخيف الأعداء أن يحاولوا مجرد محاولة ، أو أن يفكروا مجرد تفكير أن يهجموا على المسلمين ، لأن هناك أسود مرابطون على الحدود مستعدون لبذل الروح وبذل المال فلا يفكر أحد ، في عصرنا يسمون هذا السلم المسلح ، تستطيع بدون حرب أن تحمي نفسك ، انظروا حينما ملكت كل من أمريكا وروسيا السلاح النووي ، لم تحدث حرب نووية ، لأنه لو افكر أحدهم أن يستعمل السلاح النووي ، لاستعمله الآخر ، وكذلك حينما ملكت الهند القنبلة النووية ،وبعدها بقليل استطاعت باكستان أن تصنع القنبلة النووية فما استطاعت الهند بعدها أن تفكر في غزو باكستان ، فهذا هو السلام المسلح ، لذلك أمر الإسلام بالإعداد حتى ترهبهم القوى الأخرى من منافقين وكفار ويهود ، والفرس والروم ، وقوى اخري لا تعلمونهم الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ، فما تنفقونه سيعود إليكم وإلا أصبحتم مكشوفين لعدوكم، ثم قال الله عز وجل وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ، بعد أن أعددتم ما استطعتم من قوة علمية وعسكرية وحربية ، ما استطعتم ، ما كان في طاقتكم ، مع ذلك وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ، وتوكل على الله ، حتى وإن خفت أن يكون هذا من باب الخداع ، لإعادة ترتيب صفوف العدو ، وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ، المهم أن يجنح العدو للسلم ، ولا يكونوا كاليهود الآن الذين يفرضون علينا سلام مزيف يملون علينا شروطهم هذا ليس سلاماً ، لايمكن يسالم من غصب أرضاً ، وأخذ داراً ، من اعتدى على مقدساتنا وعلى حرماتنا ، قبل ذلك رد ما غصبت ، ولكي يكون جانحاً للسلم حقاً يجب أن يرد ما غصب ، ولهذا وقفنا ضد الصلح مع اسرائيل ، لأن هذا اعتراف بدولة اسرائيل واعتراف بما أخذت من أراضينا ، وأصبح هذا ملكاَ شرعياً وقانونياً ولا يجوز لنا حتى المطالبة به ، فالذين استدلوا بهذه الآية على جواز الصلح مع اسرائيل مخطئون ، لأنهم إلى اليوم لم يجنحوا للسلم أبداً فهم ما زالوا يقتلون ويغتصبون ، ويغتالون ويقيمون المستوطنات ، فعلينا أن نعد لأعدائنا ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل ولكل عصر له قوته وله رباطه ؛ حتى نستطيع أن ندافع عن ديننا وعن عرضنا وعن أرضنا وعن أمتنا " إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ "


Category : | edit post

0 Response to "درس التراويح 8 رمضان ١٤٣٠هـ للعلامة الشيخ / يوسف القرضاوي"

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers