الساعة كم ؟

ذاكرة أنا واصل


المجتمع المسلم ليس مجتمعاً سائباً ولا مجتمعاً ماديًا

الصلاة يستعان بها في المعركة الحياتية والمعركة الحربية

الصلاة خلف إمام واحد في حالة الحرب تدريب للأمة على الوحدة لا على الفرقة

الإسلام ليس دين فوضى ولكنه دين منظم ، يأمر بالأخذ بالحذر

أعداؤنا يرقبوننا يحاولون أن يجدوا ثغرة ليتسللوا منها، وكل منكم يقف على ثغرة

الضربة الأولى نصف المعركة ، فلا تتركوهم حتى يصلوا إليكم


أيمن عبد الرازق

تناول فضيلة العلامة الدكتور/ القرضاوي في صلاة التراويح بالجامع الكبير بعض آيات من سورة النساء وهي " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً (101) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً "

ومن خلال هذه الآيات وضح أن المجتمع المسلم ليس مجتمعاً سائباً ولا مجتمعاً ماديًا ولا مجتمع أهواء وشهوات ولكنه مجتمع موصول بالله تبارك وتعالى في سلمه وحربه وفي سفره وحضره في صحته وسقمه ، دائماً المؤمن على موعد مع الله تبارك وتعالى ، ولذلك كانت هذه الآيات الكريمة عناية بهذا الركن الإسلامي العظيم عمود الدين الصلاة ، فالإسلام يعني بالصلاة في كل حال من الحالات ، فلا يجوز للمسلم أن يسهو عن الصلاة في كل حالاته ، حتى في حالة المرض فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول لعمران بن حصين صلي قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب ، فالإنسان الذي أجرى عملية جراحية لا تسقط عنه الصلاة فليصلي في سريره إن استطاع الوضوء توضأ ، وإن لم يستطع تيمم ، وليتحرى القبلة ، وإن لم يستطع أن يتوجه للقبلة يصلي حيثما هو ، فكل الجهات لله عز وجل ، ولا يجوز ترك الصلاة إلا إذا غاب العبد عن الوعي ، وفي السفر لا يجوز ترك الصلاة ، والله عز وجل خفف ورخص في الصلاة فلك أن تقصر في الصلاة وإن كان القصر واجب وليس رخصة في حالة السفر ، وجعل لك رخصة الجمع بين الظهر والعصر تقديماً أو تأخيراً ، والجمع بين المغرب والعشاء تقديماً وتأخيراً ، وفي حالة الحرب والخوف لا يجوز ترك الصلاة ولذلك جاءت هذه الآيات من سورة النساء " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً " فعند الخوف من الكفار لكم أن تقصروا في الصلاة والقصر نوعان قصر في الكمية بأن تصلي الصلاة الرباعية ركعتين ، وقصر في الكيفية بأن تخفف في الصلاة كما قال تعالى " فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ "

ففي حالة الخوف الشديد ومواجهة العدو وفي حالة الالتحام مع العدو تكون الصلاة ماشياً أو راجلاً وهذا سلاح لا يتوفر إلا مع المؤمنين بأنك تستشعر أن الله معك دائماَ وأنك مع الله في كل حال فتستشعر الثبات والمدد من رب العالمين وفي هذا يقول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "

والصلاة هي مجموعة أذكار لله تعالى ففيها التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل ، فالصلاة يستعان بها في المعركة الحياتية والمعركة الحربية " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ "

لأن الحرب تحتاج لقوة روحية وتحتاج إلى قوة نفسية وهي الصبر فالشجاعة صبر ساعة ، ومن هنا كان على المسلمين أن يحرصوا على القوة الروحية في مواجهتهم مع الاعداء ، فالمؤمنون يملكون من الأسلحة ما لا يملكه الأعداء،والقصر في حالة الحرب والخوف في الكم والكيف حتى لا يتمكن الكافرون من المسلمين لأن الكافرين يتربصون بالمؤمنين ويودون أن يغفل المسلمون عن أسلحتهم ولو للحظة ، فلا تمكنوهم منكم وكونوا على حذر ، وأما القصر في السفر فمأخوذ من السنة مما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسئل بن عمر ما لنا نجد القصر عند الخوف في القرآن ولم نجد القصر في السفر فقال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال بعض الصحابة هي رخصة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن شئتم فاقبلوها وإن شئتم فارفضوها ، فهي صدقة تصدق بها الله عليكم فاقبلوا صدقته هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم يأتي بعد ذلك هذه الآية " وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً " فهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل من يؤم الأمة بعده ، وهنا الإهتمام بصلاة الجماعة خلف إمام واحد فالإسلام يحرص على الجماعة فيد الله مع الجماعة والإسلام يريد من المسلمين أن يتجمعوا ،وكان من الممكن أن يأمرهم ان يصلوا عدة جماعات بعدة أئمة ، ولكن الإسلام يريدهم أن يجتمعوا خلف إمام واحد فهذا تدريب للأمة على الوحدة لا على الفرقة ، ويأمرهم بأن يحملوا أسلحتهم وهم في الصلاة ، فالإسلام ليس دين فوضى ولكنه دين منظم ، يأمر بالأخذ بالحذر ويعدون لكل أمر عدته ويأخذون لكل شئ أهبته ولا يدعون شيئاً مفرطاً فيه دون أن يراعوا سنن الله عز وجل، فالكفار لكم بالمرصاد والأعداء يرقبونكم يحاولون أن يجدوا ثغرة ليتسللوا منها ، أو أن يجدوا فرصة لينتهزوها ، فهم يودون أن يغفل المسلمون عن أسلحتهم ، فيميلون ميلة واحدة ، ولو عملنا بهذه الآية ما استطاع أن ينتهز الصهاينة غفلة الطيران المصري سنة 67 ، وهجموا على الطيارات قبل أن تقوم من مطاراتها فأصبح الجيش البري عارياً بدون غطاء جوي فكانت الهزيمة أو ما سموها بالنكسة .

وإذا كان هناك من هو مجروح أو به أذى فلا جناح أن يضع السلاح مع أخذ الحذر ، ثم بعد الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعودأ وعلى جنوبهم أي على كل حال، فإذا أطمأننتم فأقيموا الصلاة على حالتها العادية إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، فلا ينبغي أن تصلى الصلاة في غير أوقاتها .

"وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً "فلذلك لا تدعوا الأعداء أن يصلوا إليكم ، فكونوا أنتم أسرع منهم بالهجوم ، فالضربة الأولى نصف المعركة ، فلا تتركوهم حتى يصلوا إليكم ، فإذا كنتم تألمون فهم يألمون ، ولكنكم ترجون من الله مالا يرجون ، ففي فلسطين يقدمون إخواننا الشهداء وراء الشهداء ، ولكنكم تظنون أن اسرائيل سعيدة بالأمن والطمأنينة ، هم يرتجفون رعباً ، والمسلمون يرجون من الله في الدنيا إما النصر والكرامة والعزة ، وإما الشهادة والجنة في الآخرة "قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ " فهذه الآيات تعلمنا أنه لا فصل بين الدين والحياة .


Category : | edit post

0 Response to "درس التراويح ٤ رمضان ١٤٣٠هـ للعلامة الشيخ / يوسف القرضاوي"

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

بين العملاقين القرضاوي وخالد مشعل

مع الشيخ / رائد صلاح

مع الشيخ / رائد صلاح
مع الشيخ / رائد صلاح

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

العلامة القرضاوي

العلامة القرضاوي

أبو الوليد خالد مشعل

أبو الوليد خالد مشعل

الشيخ وجدي غنيم

الشيخ وجدي غنيم

أسامة حمدان

أسامة حمدان

محمد نزال

محمد نزال

د/طارق السويدان

د/طارق السويدان

د / عصام البشير

د / عصام البشير

د/ صلاح سلطان

د/ صلاح سلطان

الأستاذ / فهمي هويدي

الأستاذ / فهمي هويدي

د/عبد المنعم أبو الفتوح

د/عبد المنعم أبو الفتوح

الكابتن / وائل جمعة

الكابتن / وائل جمعة

د/أكرم العدلوني

د/أكرم العدلوني

الشيخ / حارث الضاري

الشيخ / حارث الضاري

د/عبد المنعم

د/عبد المنعم

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

د/جاسم سلطان - د/ سيف الدين عبد الفتاح - الشيخ أكرم كساب

Followers