أيمن عبد الرازق - رفح
عندما رأيتها توقعتها تبكي ، ولما لا تبكي ؟ وقد فقدت قدميها الاثنتين ، وفقدت أخوها ، وابن عمها ، وفقدت بيتها ،وفقدت مشاعر الطفولة والتي اغتالها الصهاينة ، ولكن عندما اقتربت منها لأسجل معها فإذا بها تفاجئني بابتسامة عريضة ، أنستني صوت القصف الذي أسمعه عن كثب ، أنستني صوت الطنانة المزعج الذي لا يتوقف أبداً عن الطنين ، ورأيتني ابتسم معها رغم ما ينتباني من هم وكرب من رؤية المصابين ، وتسألت متعجباً من أين لها هذه الابتسامة؟ ، ومن أين لها هذا الثبات وهذا الصمود المنقطع النظير؟ ، إنها مرت بأزمات لو نزلت على جبل لخر من هولها ، ولكني لم أجد إجابة على هذه الأسئلة إلا خواطر سريعة جاءت في ذهني ، وقلت في نفسي إنه الله هو الذي ثبتها ومنحها هذه القوة ، ولربما هذه البيئة التي تعيش فيها ، فإنها بيئة مجاهدة ، بيئة مقاومة ، بيئة لا تعرف الدعة ولا الراحة ، وهذا سمت كل من رأيته وقابلته ، رأيتهم يملكون الشموخ وعزة النفس ، والتسليم لله ، سمعتهم يقولون لو سنأكل ورق الشجر سنظل صامدين ، سمعتها من نسائهم ، وشيوخهم ، وأطفالهم ، سمعت الجرحى لا يقولون أه ، ولكن يقولون الله .. الله .
أما جميلة وهي جميلة بكل المعاني توقعت منها عندما أطلب الحديث أن تتعذر بقصف بيتها أو بتر قدميها أو استشهاد أخيها ، ولكنها تحدثت إلي بصوت مسموع ، يملأه التفاؤل ، وكأنها تهزأ بهذه الطائرات التي تقصف من فوقنا ، وتستخف بأصوات القنابل من حولنا ، ولسان حالها ما بالكم بشعب أعزل الله رب العرش معه ؟ هل تراه ينهزم ؟ هل تراه يعرف اليأس والاستكانة والذلة ؟.. كلا .. إن الله معنا ، وستبقى غزة ، وتتلاشى اسرائيل ، سيبقى الشعب الفلسطيني ، ويفنى الصهاينة ، سننتصر وينهزمون .
وإذا بها تحكي قصتها كملاك بريء تقول كنت ألعب فوق سطح دارنا أنا وإخوتي وأولاد عمي ، ونحن مطمئنين آمنين غير خائفين ، ولما الخوف ونحن نلعب فوق سطح دارنا ؟ مثلنا مثل كل الأطفال ، لا نعبأ بهذه الصواريخ ولا هذه الطائرات ، نحن في مأمن منها ، نحن لا نملك سلاح ، نحن لا نخبأ في دارنا أسلحة ولا صواريخ ، دارنا فارغة حتى من الطعام والماء ، فلما تضربنا الطائرات ؟؟، ماذا يريدون منا ، هم يبحثون عن المقاومة ، ونحن لسنا بمقاومين ، لذا فنحن مطمئنون آمنون ، فبينما نحن نلعب ونمرح ونفرح ، لم يدم هذا الفرح طويلاً ، لم يتركونا حتى نلعب ، هم يخافون من لعبنا ، هم يستكثرون علينا أن نفرح أو نمرح .. وإذا بنا في هذا الجو الهادئ وهذا السكون الآمن المطمئن .. ينزل علينا ما يعكر صفونا ويغتال براءتنا ، فإذا بالطائرات التي لا ترحم ولا تفرق بين أطفال أو رجال أونساء ، لا تفرق بين مقاوم أو مسالم ، إذا بها تقصفنا بصواريخ ملتهبة محرقة ، ما تذر من شئ أتت عليه إلا وأحرقته .. دمرته ، فتبدل الحال وأصبح وصفه من المحال ، فبعد أن كان إخوتي وأولاد عمي حولي يمرحون ، ويلعبون ،فجأة تبدل كل شئ تبدلت ضحكاتنا بصرخات وآهات ، تبدل لون ملابسنا وأجسادنا إلى الأحمر القاني فإّّذا بي اجدهم امامي جثث متفحمة ممزقة مشوهة المعالم ، لا أستطيع أن أفرق بين أخي وابن عمي .. اختلطت لحومهم ودماؤهم ، ماذا حدث ؟ لماذا قصفنا ؟ أين أنا هل هذا عالمي الذي كنت أحيا فيه منذ ثوان معدودة ، أين ألعابي ؟ ، أين بيتي؟ ، أين إخوتي؟ وأصحابي؟ ، ما هذا الجحيم الهائل؟ ، ماهذا الدمار الهالك؟ ، ما جريمتنا ؟ بأي ذنب قصفنا ؟ لماذا يفعل بنا هذا ؟ إذا كان هؤلاء الصهاينة لا يرقبوا فينا إلاً ولا زمة . . فأين أمتنا ، أين الرجال أصحاب النخوة من بني جلدتنا ؟ هل يتألمون لألمنا ؟ هل ينتفضون لنصرتنا ؟ لماذا يتركونا وحدنا؟ .. لماذا يسلمونا لأعدائنا؟ .. لماذا يشاركوا في حصارنا ؟ .
وإذا بي بعد هذه الفاجعة ، لم استطع أن أحتمل هول ما نزل بنا ، وكأن الله غشاني بالنعاس أمنة منه ، ولم أفق إلا وأنا في مستشفى الشفاء ، وبعدما فقدت كل شئ ، فإذا بي أكشف الغطاء عن قدماي ، فلم أجدهما ، فاحتسبتهما عند الله ، وعزائي أن يسبقاني إلى الجنة .
عندما رأيتها توقعتها تبكي ، ولما لا تبكي ؟ وقد فقدت قدميها الاثنتين ، وفقدت أخوها ، وابن عمها ، وفقدت بيتها ،وفقدت مشاعر الطفولة والتي اغتالها الصهاينة ، ولكن عندما اقتربت منها لأسجل معها فإذا بها تفاجئني بابتسامة عريضة ، أنستني صوت القصف الذي أسمعه عن كثب ، أنستني صوت الطنانة المزعج الذي لا يتوقف أبداً عن الطنين ، ورأيتني ابتسم معها رغم ما ينتباني من هم وكرب من رؤية المصابين ، وتسألت متعجباً من أين لها هذه الابتسامة؟ ، ومن أين لها هذا الثبات وهذا الصمود المنقطع النظير؟ ، إنها مرت بأزمات لو نزلت على جبل لخر من هولها ، ولكني لم أجد إجابة على هذه الأسئلة إلا خواطر سريعة جاءت في ذهني ، وقلت في نفسي إنه الله هو الذي ثبتها ومنحها هذه القوة ، ولربما هذه البيئة التي تعيش فيها ، فإنها بيئة مجاهدة ، بيئة مقاومة ، بيئة لا تعرف الدعة ولا الراحة ، وهذا سمت كل من رأيته وقابلته ، رأيتهم يملكون الشموخ وعزة النفس ، والتسليم لله ، سمعتهم يقولون لو سنأكل ورق الشجر سنظل صامدين ، سمعتها من نسائهم ، وشيوخهم ، وأطفالهم ، سمعت الجرحى لا يقولون أه ، ولكن يقولون الله .. الله .
أما جميلة وهي جميلة بكل المعاني توقعت منها عندما أطلب الحديث أن تتعذر بقصف بيتها أو بتر قدميها أو استشهاد أخيها ، ولكنها تحدثت إلي بصوت مسموع ، يملأه التفاؤل ، وكأنها تهزأ بهذه الطائرات التي تقصف من فوقنا ، وتستخف بأصوات القنابل من حولنا ، ولسان حالها ما بالكم بشعب أعزل الله رب العرش معه ؟ هل تراه ينهزم ؟ هل تراه يعرف اليأس والاستكانة والذلة ؟.. كلا .. إن الله معنا ، وستبقى غزة ، وتتلاشى اسرائيل ، سيبقى الشعب الفلسطيني ، ويفنى الصهاينة ، سننتصر وينهزمون .
وإذا بها تحكي قصتها كملاك بريء تقول كنت ألعب فوق سطح دارنا أنا وإخوتي وأولاد عمي ، ونحن مطمئنين آمنين غير خائفين ، ولما الخوف ونحن نلعب فوق سطح دارنا ؟ مثلنا مثل كل الأطفال ، لا نعبأ بهذه الصواريخ ولا هذه الطائرات ، نحن في مأمن منها ، نحن لا نملك سلاح ، نحن لا نخبأ في دارنا أسلحة ولا صواريخ ، دارنا فارغة حتى من الطعام والماء ، فلما تضربنا الطائرات ؟؟، ماذا يريدون منا ، هم يبحثون عن المقاومة ، ونحن لسنا بمقاومين ، لذا فنحن مطمئنون آمنون ، فبينما نحن نلعب ونمرح ونفرح ، لم يدم هذا الفرح طويلاً ، لم يتركونا حتى نلعب ، هم يخافون من لعبنا ، هم يستكثرون علينا أن نفرح أو نمرح .. وإذا بنا في هذا الجو الهادئ وهذا السكون الآمن المطمئن .. ينزل علينا ما يعكر صفونا ويغتال براءتنا ، فإذا بالطائرات التي لا ترحم ولا تفرق بين أطفال أو رجال أونساء ، لا تفرق بين مقاوم أو مسالم ، إذا بها تقصفنا بصواريخ ملتهبة محرقة ، ما تذر من شئ أتت عليه إلا وأحرقته .. دمرته ، فتبدل الحال وأصبح وصفه من المحال ، فبعد أن كان إخوتي وأولاد عمي حولي يمرحون ، ويلعبون ،فجأة تبدل كل شئ تبدلت ضحكاتنا بصرخات وآهات ، تبدل لون ملابسنا وأجسادنا إلى الأحمر القاني فإّّذا بي اجدهم امامي جثث متفحمة ممزقة مشوهة المعالم ، لا أستطيع أن أفرق بين أخي وابن عمي .. اختلطت لحومهم ودماؤهم ، ماذا حدث ؟ لماذا قصفنا ؟ أين أنا هل هذا عالمي الذي كنت أحيا فيه منذ ثوان معدودة ، أين ألعابي ؟ ، أين بيتي؟ ، أين إخوتي؟ وأصحابي؟ ، ما هذا الجحيم الهائل؟ ، ماهذا الدمار الهالك؟ ، ما جريمتنا ؟ بأي ذنب قصفنا ؟ لماذا يفعل بنا هذا ؟ إذا كان هؤلاء الصهاينة لا يرقبوا فينا إلاً ولا زمة . . فأين أمتنا ، أين الرجال أصحاب النخوة من بني جلدتنا ؟ هل يتألمون لألمنا ؟ هل ينتفضون لنصرتنا ؟ لماذا يتركونا وحدنا؟ .. لماذا يسلمونا لأعدائنا؟ .. لماذا يشاركوا في حصارنا ؟ .
وإذا بي بعد هذه الفاجعة ، لم استطع أن أحتمل هول ما نزل بنا ، وكأن الله غشاني بالنعاس أمنة منه ، ولم أفق إلا وأنا في مستشفى الشفاء ، وبعدما فقدت كل شئ ، فإذا بي أكشف الغطاء عن قدماي ، فلم أجدهما ، فاحتسبتهما عند الله ، وعزائي أن يسبقاني إلى الجنة .
فيديو جميلة هياش .. قصة صمود
0 Response to "جميلة أبو هياش .. قصة صمود وثبات وأمل"